جورج رفلة يكتب: قبول الآخر

ركن القراء

جورج رفلة
جورج رفلة


كثيراً ما سمعنا عن قبول الآخر وقد أكل عليه الدهر وشرب .. كثيرين تكلموا عنه ولكن وللأسف أشعر أن قليلين هم من يسعون نحوه ويؤمنون بالمبدأ  .. أن نقطة الإنطلاق هنا هو سؤال بسيط: "من هو الآخر؟!"

صدقني كل من هو ليس أنت فهو آخر .. والدك، والدتك، اخوتك، اصدقائك .. جميع من حولك هم آخر.

إن الإنتماء لاسرة أو وطن أو معتقد مشترك ليس معناه ان الجميع متشابهين او نسخة واحدة متطابقة .. الجميع مختلف.

ولكن لماذا يجب أن نسعى نحو قبول الآخر بغض النظر عن شكله أو معتقده أو مهما كان إختلافنا معه؟

في رأي ان السبب بسيط لان الإختلاف هو أصل الاشياء، منذ البدأ كان رجل وإمرأة، إن قوى الطبيعة نفسها تتنوع وتختلف وتتكامل.

ماذا سينتفع العالم لو أصبح الجميع مهندسين أو أطباء؟ وماذا سيكون شكل الحياة إذا أصبح الجميع شكل واحد ونسخ متطابقة؟

إن نقطة الإنطلاق هي التأكد من أن التنوع قوة وليس ضعف، الإختلاف يجعلنا نتكامل ونتقدو والرفض والإضطهاد يجعلنا نتأخر ونتخلف.

وللتوضيح .. ان قبول الآخر لا يعني تنازلك عن إيمانك أو معتقدك أو إنتمائك لوطنك ومجتمعك، ولكن أن تحتفظ بما عندك وتقبل الآخر بما عنده وتحترمه.

إن ما يجمع البشر أكثر بكثير مما يفرقهم ولكن للأسف فقد فضلنا ان نفترق ونتحزب ونُعلي ونقدر ما يفرقنا ونقلل ونتغاضى عن ما يجمعنا.

عزيزي .. عزيزتي، إن ما يجمعنا هو عصب الحياة وأصلها وهو الخط الفاصل بيننا وبين بقية الكائنات .. إن ما يجمعنا لا يمكننا مهما حاولنا ان ننكره او نتعالى عليه او ان نضع انفسنا في مكانة افضل أو أعلى على بعضنا البعض .. لأن ما يجمعنا هو أننا كلنا "إنسان".

طريق قبول الآخر للبعض سهل وللأكثر للأسف صعب ولكن ان تفكرنا في الأمر سنجده منطقيا، إنها إرادة الخالق ان نكون مختلفين .. لأنه لو أرادنا نسخ مكررة لما سمح بإختلافنا .. في بعض الأحيان يكون الرجوع للفطرة السليمة مخرج ومنطق .. فقط "دع الخلق للخالق".

أخيراً .. لا تنسى أن قبول الآخر يبدأ من داخلك، إحذر ان تُسقط عدم قبولك لنفسك على الآخرين.