"نشوة الانتصار".. هزيمة تلاحق من ينسى "الغفران"

الفجر الطبي

أرشيفية
أرشيفية


مهما شفت في عمري ياما من مواقف مؤلمة...عايشة زي ناس كتيرة على الهموم متأقلمة.. واللي يحصل ليا دايما راضية بيه ومسلمة.. لما أكون فرحانة أحس الدنيا حلوة كتير في عيني.. وأما أكون مخنوقة بحتاج اللي جنبي ويواسيني.. دايما أهرب من همومي قبل هيا ما تلاقيني.. مين في كل الدنيا دي عمره مرة ما اشتكى؟.. مين مجربش السعادة ولا حس بالبكى؟.. أغلب القلوب دي حالها في الحياة مستهلك، كل يوم بيعدي بكسب منه دايما شيء جديد..المهم يضيفلي حاجة والأهم إني أستفيد.. في الحياة مفيش ضمان أو إحتمال لشئ أكيد.. في حاجات جوايا باقية مهما عشت مبنساهاش.. والحياة بالنسبة ليا لسه برضو معشتهاش.. واللي حساه إن دايما لسه أجمل يوم مجاش.

تعبر كلمات أصالة في أغنية "مواقف مؤلمة" كثيرًا عن حياتنا وما نمر به وهو أن جميعنا نشعر بالآلم في أوقات من حياتنا ونحتاج لمن يواسينا أو يستمع لنا ودائمًا بنهرب من مشاكلنا، أما في العمل أو السفر، ولايوجد أحد منا لم يشتكي من ظروف حياته التي يمر بها ويبكي أو يضحك حسب المواقف وقوتها المؤلمة لكن ماهو الحل هل نستسلم، فتكون حياتنا هي الموت بالبطئ، نحن نختاره بأنفسنا أم نكشف الغمة ونقف أمام الصعوبات ونعبر علي مشكلاتنا  كـ مرور الكرام بالصفح والغفران؟ أعلم جيدا أن التسامح  شئ صعب جدًا وليس سهلًا، لكن علينا أن نختار بين التسامح والآلم حتي النهاية.

وفي الأديان السماوية كلها سواء الإسلام أو المسيحية أو اليهودية، تدعوا للتسامح تدعوا للغفران وليس نتيجة ضعف بل قوة إيمان هائلة، تجعلك تنسى حتى أن تعيش نحن لسنا انبياء، كثيًرا منا ينتقم حتى يصل لنشوة الانتصار أمام الطرف المهزوم وأنا هنا لا أتكلم عن زوج وزوجة فقط أو عن صديق وصديقة أو اثنين من الأصدقاء أو الصديقات أو اقارب أو أي علاقة تنشأ بين طرفين أو مجموعتين.

لكن نشوة الانتصار ليست هي الراحة والسعادة، نشوة الانتصار هي النسيان، أن تنسي من أساء إليك وتتركه للزمن ولأقدار الحياة، لأنها "يوم لك ويوم عليك"، ربما الحياة لاتستقر على وضع وحتى لو لم تنتصر في الحياة فلك رب كريم لايغفل ولاينام، أعلم جيدًا صعوبة النسيان وصعوبة عدم الوصول إلى نشوة الانتصار ولكن الذي سوف يريح قلبك ويكشف عنك الغمة هو الغفران والنسيان، فلا تدع عقلك يفكر في الآلم اشغله كثيًرا لتعيش سعيدًا.