ربيع جودة يكتب: ما حقيقة الأمر في بورما‎؟

ركن القراء

ربيع جودة
ربيع جودة


أولا ولكي لا يهزمك الشك..  فالإسلام دخل الي بورما منذ عهد هارون الرشيد..  ولا صحة لمقولة أن مسلمي الروهينجا وافدون من بنجلاديش.. كما ادعت..  سفاحة نوبل.. ومنذ ان انسحبت اليابان وبريطانيا من المشهد..بعد صراع دام كثيرا ..أصبح البوذيون علي رأس الدولة..  وأصبح المسلمون يعانون في كل لحظة.. وما تراه الآن من تعذيب وتهجير وقتل صورة مبسطة لحقيقة أشد .. وهي إبادة لقري بأكملها .. اكثر من مائتين وخمسين قريه..  حوصرت اقتصاديا ونزعت منهم جنسيتهم .. ولا حقوق لهم في المواطنة ولا الانتخاب.. ولا العيش.. حتي فروا هاربين تأكلهم الوحشة.. ضائعين في طرقات بلاد غريبة.. والعجيب ان هناك من انعدمت ضمائرهم .. يريدون بكل إصرار تزييف الحقيقة وتكذيب الصورة ولا اعرف لماذا..

 ولكن..  لنترك امرهم قليلاً..  وانظر الي موقفك انت سيدي العربي المسلم .. كالعادة ينتهي بك الحال الي ان تترك الامر برمته..  فلا الحرب حربك..  ولا النار نارك..  بعد أن تغرق مكروها بين الصدق والكذب..  بين الحقيقة والزيف .. لتقف أمام السؤال اللعين ذاته..  ما هي حقيقة الامر في بورما ؟ ..  نفس السؤال الذي تسأله منذ سقوط فلسطين .. وقبل أن يشتد غضبك وتدمع عينك .. تجد من يزرع فيك انهم من باعوا ارضهم وعرضهم..  لتعيش في خندق الشك تاركا امرهم.. متجاهلا قضيتهم..  أُحرقت المكتبات في العراق..  قُتل العلماء..  أُبيدت الأرض..  شاهدنا طائرات العدو تقصف جبهة الأخت الشقيقة..  وأنت غارق في السؤال ذاته..  ما حقيقة الأمر في العراق ؟ ..  تبصق بملئ فيك علي صورة صدام باعتباره المخطئ..  ثم تنادي به آلان بطلا بعد ان ذبحوه كالخراف في عيد المسلمين.. نجحنا في شق الصف العربي بمعول الشك..  وتزييف الحقيقة..  حتي اصبح الكذب حياة نعيشها..  تُباد من حولنا الدول..  وكل ما يشغلك هل صورة الطفل المذبوح..  من سوريا..  ام حادثة سيارة في صفط اللبن..  حتي نستيقظ علي إبادة..  نفس قضية الشيشان..  وبعد ذلك ثورات الخراب العربي..

لتقف الشعوب دائما موقف المخطئ.. ماحملكم علي الثورات؟ ..  اتركوا الزعماء يعيشون في امان.. انتظروا إذن  .. حصار إقتصادي .. وحكومه انتقاليه .. وسنوات عجاف..  وارهاب وانفلات امني.. وتدخل لدول معاديه تحرق وتقصف..  وتظل كما انت واقفا في مكانك .. فقط تتسائل..  ما حقيقة الامر في تونس وفي سوريا وفي لبنان وفي ليبيا وفي اليمن ؟؟ ولولا وعد الله..  لتسائلت عن حقيقة الأمر في مصر..  لكن هل شغلك لماذا لم تتدخل أمة الإسلام لنصرة الحق واغاثة المسلمين العزل. . هل طالبت اي دوله عربيه من مجلس الأمن رسمياً ضرورة التدخل.. وماذا عن موقف روسيا والصين باعتبارهما الاقرب جغرافيا .. من بورما..  ولهما في مجلس الأمن المقعد الدائم وحق الفيتو .. في حين تدخلت روسيا في الشأن السوري وأحرقت وبددت وقتلت .. وهل اعلنت دوله مسلمه.. رعايتها للنازحين الابرياء ؟ .. أسئلة هي الأولى بالطرح... ولن تكون هناك نصرة .. قبل أن نخرج من خنادق الشك والتضليل والتعتيم والكذب.

أما عن حقيقة الأمر في بورما إن كانت حقاً تشغلك .. فهي للأسف .. أن هذا الدين لم يعد له رجال.