الحكومة تهدم 100 ضريح أثرى بالقاهرة

العدد الأسبوعي

قبة الإمام الشافعي
قبة الإمام الشافعي - أرشيفية


البقية تعانى الإهمال وعلى رأسها مدافن المقريزى وابن خلدون

■ 1000 مدفن مهمل بالمقطم منها قبر ابن الفارض.. و«الآثار» ترفض ترميم «الرفاعية» لأضرحة ومساجد آل البيت


تهتم معظم دول العالم بأضرحة المشاهير سواء ماتوا فى الماضى أو منذ فترة قصيرة، سواء كان الفقيد شاعراً أو رجل دين، أو سياسياً بارزاً، ويتم تحويل مدافنهم والمنطقة المحيطة بها إلى مزارات تجذب سائحين من حول العالم، أما مصر فرغم أن الله وهبها آلاف الأضرحة والمقامات لشخصيات متنوعة شهيرة أثرت فى تاريخ الإنسانية، فتترك هذه المزارات ضحية المعتدين وفى أفضل الظروف تتركها مهملة حتى تنهار من تلقاء نفسها.

لا تعلن الحكومة وتحديداً وزارة الآثار عما لديها من أضرحة لجذب المريدين والزوار من المهتمين بهذا النوع من السياحة من مختلف دول العالم، إذ إن هناك مئات الأضرحة التى أصبحت آثاراً لا تزال غير مسجلة بعد فى سجلات الوزارة من الأساس، وبالتالى ليست موجودة على الخريطة السياحية.

كانت «الفجر» على موعد مع مفاجآت عندما فتحت ملف الأضرحة أولها أن الحكومة هدمت ما يزيد على 100 ضريح بمنطقة باب النصر لتوسعة الطريق فى بداية تسعينيات القرن الماضى كانت تضم رفات عدد كبير من العلماء ومشايخ وأقطاب الصوفية ومن بينها أضرحة كل من العالم تقى الدين المقريزى وابن خلدون.

الأثرى سامح الزهار، المتخصص فى شئون الآثار الإسلامية، قال إن منطقة المقطم تضم ما يزيد على ألف ضريح من بينها ضريح ومسجد الشاعر ابن الفارض، الملقب بسلطان العاشقين أحد أهم أقطاب الصوفية والذى لا يعرف كثيرون أنه مدفون فى مصر من الأساس، إذ إن المعروف أنه مدفون فى مدينة مكة، لأنه زارها ومكث بها فترة ليست بالقليلة، إلا أن الحقيقة أنه مدفون فى القاهرة بجوار شيخه أبو الحسن البقال وبناء على طلبه بعد أن رفض عرضاً من السلطان الكامل ببناء ضريح ومسجد فخم باسمه حيث فضل الشاعر الصوفى الدفن بجوار شيخه.

الزهار أشار لـ«الفجر» إلى أن لابن الفارض مريدون كثيرون فهو ليس شخصية دينية فحسب ولكنه شاعر فى الأساس ومنذ بداية حياته حتى قبل تحوله إلى الصوفية كانت له كثير من القصائد التى تغنى فيها للحب كما أنه لا يقل أهمية عن جلال الدين الرومى، ولكن بلاد الأخير نجحت فى تسويقه أما ابن الفارض فلم تشر وزارتى الآثار أو الثقافة إلى موقع ضريحه.

الزهار أضاف: إن أضرحة المقطم بالكامل تعانى من إهمال شديد وبعضها بدأ بالفعل فى الانهيار حيث تتجاهل وزارة الآثار مثل هذا النوع من السياحة رغم كونه ثقافة مصرية أصيلة وسياحة دينية مهمة لها مريدين من العرب ومن الدارسين والباحثين فى هذا النوع من التراث، خاصة الباحثين الأوروبيين، وأغلب الظن أن إهمال الحكومة لسياحة الأضرحة أمر متعمد خشية التشيع، إذ إن الطريقة الرفاعية أكبر الطرق الصوفية والتى تضم ما يقرب من 2 مليون مواطن من مختلف الطبقات طلبت تولى تنظيم عدد كبير من الموالد بمنع دخول اللصوص والمتحرشين ومثيرى الشغب الذين يستغلون تلك المناسبات لارتكاب جرائمهم خصوصاً أن بعض الموالد يزورها نحو 4 ملايين مواطن من جميع أنحاء البلاد من الإسكندرية إلى أسوان.

ويتضمن مشروع الطريقة الرفاعية أن يتم تنظيم الموالد بالتعاون مع وزارتى الثقافة والآثار على أن تتحمل الطريقة التكلفة وأن يتم المشاركة فى أى مولد تشرف عليه الطريقة من خلال شراء تذكرة، وأن يتم توجيه الحصيلة لتطوير الأضرحة والمساجد والمقامات لتتحول هذه الآثار إلى مزارات سياحية للجميع وليس لمحبى آل البيت فقط، وبالفعل حاولت الطريقة التواصل مع وزير الآثار الدكتور خالد عنانى، ولكنه لم يقم بالرد على المقترح حتى الآن رغم أن هذه الطريقة ليست مبتكرة ولكنها موجودة فى كثير من الدول كتونس والمغرب وتركيا التى حولت قبر الصحابى أبى أيوب الأنصارى إلى مزار وسوق سياحية كبيرة.

وتتعامل الحكومة مع ملف الأضرحة ومراقد آل البيت، وفقاً للمثل الشعبى» الباب اللى يجيلك منه الريح سده واستريح» حيث تفضل الابتعاد عن المشكلات التى قد يثيرها مريدو الصوفية وآل البيت، فى حال ظهرت معارضة لأفكارهم بجوار الأضرحة وتفضل وأد الفتنة المحتملة فى المهد فتترك هذه الآثار ليتكفل بها الزمن.

الدليل على إهمال الحكومة للآثار الإسلامية يتجلى فى تعرضها لحوادث سرقة متتالية كان أشهرها حادثة سرقة قبة الإمام الشافعى ومشكاوات مسجد الرفاعى، ورغم قدرة الشرطة على استعادة المسروقات إلى أن الأمر لا ينفى الإهمال الجسيم الذى تتعرض له الآثار الإسلامية التى لم يتم إدراجها على الخريطة السياحية وتعانى من تعديات الباعة الجائلين والأهالى.

تضم قائمة الأضرحة الأثرية والقباب التاريخية والتى لم نسمع عنها يوماً ولم تحاول وزارة الآثار الترويج لها، منطقة صحراء المماليك بمصر القديمة وتضم قبة الأمير تنكزيقا أحد مماليك الملك المنصور، وخانقاه» خوند أم أتوك» بشارع السلطان أحمد والتى كانت جارية مملوكة للأمير تنكزيقا ثم اشتراها الناصر قلاوون، ثم أعتقها وتزوجها، وخانقاة فرج بن برقوق، وقبة كزل» كركر» بشارع السلطان أحمد وهو من أمراء السلطان الملك الناصر فرج بن برقوق، وقبة بن غراب بحارة درب الساقية بجوار مدرسة قايتباى وتقع القبة مع قبة الكلشنى فى مكان واحد، وقبة الوزير شاهين، وقبة جانى بك الأشرفى وهو من مماليك السلطان برسباى، وقبة خديجة أم الأشرف، وخانقاه مسجد الأشرف برسباى بشارع قبة الأشراف، وقبة حسن نصر الله» كوز العسل» تقع القبة بجوار قبة أزرمك بشارع السلطان أحمد بقرافة قايتباى وسط مجموعة من المقابر الأهلية.

كما تضم القائمة قبة السادات الشناهرة وهو أمير من مماليك السلطان برقوق، وقبة الأمير سليمان بشارع قبة الأشراف بالقرب من قبة عصفور، وقبة برسباى البجاسى بشارع قبة الأشراف بالقرب من قبة عصفور، وخانقاه فرج ابن برقوق، وقبة السبع بنات وقبة قانصوه أبوسعيد بشارع مقابر الشهداء، ودرسة الأمير كبير قرقماس، وقبة قرقماس شارع قبة الأشراف، وقبة إزدمر شارع السلطان أحمد، وتكية أحمد أبوسيف بجبانة قايبتاى بجوار خانقاه ومسجد الأشراف برسباى، وقبة عصفور وتقع داخل سور مع قبة برسباى البجاسى بشارع السلطان وقبة الخديو توفيق مدافن العفيفى طريق الأوتوستراد.