طارق الشناوي يكتب: عز و(الخلية) وطفلاه!

الفجر الفني

الناقد طارق الشناوي
الناقد طارق الشناوي


فى الصفحة الأولى تقرأ هذا الخبر «رفضت محكمة استئناف الأسرة الطعن المقدم من الفنان أحمد عز على حكم نسب طفلى الفنانة زينة إليه»، وهو حكم نهائى لا يحتمل الطعن، وإن كنت أشك فى أن تركيبة عز العنيدة ستكتفى بهذا القدر، سوف يواصل المشوار، وسيجد ثغرة ما قانونية للطعن، وكما قال محاميه هذا الحكم ليس نهاية المطاف، بينما وأنت تُقلب صفحات نفس الجريدة ستقرأ (أحمد عز فى طريقه لمتابعة العروض الخاصة لفيلمه الجديد الخلية)، عز يخوض معركتين وذلك قبل نحو أربع سنوات، واحدة لإثبات أنهما ليسا طفليه، والثانية التأكيد أن مكانته على الخريطة الفنية وشعبيته عند الناس لم تتراجع.

 

هل هناك تأثير سلبى يناله النجم ينعكس على جاذبيته فى الشباك؟ نعم، ولكن الحجم لا يمكن قياسه بدقة، سبق فى أعقاب ثورة 25 يناير أن تبرأ المنتج محمد السبكى من طلعت زكريا بطل فيلمه (الفيل فى المنديل) بسبب تصريحاته المعادية للثورة والمؤيدة لحسنى مبارك، وأشار المنتج فى (تترات) الفيلم إلى أنه يشجب آراء طلعت، وذلك ردا على قرار المقاطعة على (النت) التى بدأها عدد من الشباب، كعادة رأس المال عند مواجهة أى مخاطر يبيع أقرب الناس إليه، وهكذا ألقوا بطلعت فى عرض الطريق، من أجل إنقاذ الفيلم، الذى حقق وقتها فشلا ذريعا، ولم تكن الأسباب لها أدنى علاقة بالموقف السياسى، الشريط السينمائى يتحمل كل أسباب الهزيمة الرقمية.

 

الدليل أنه فى نفس اللحظة كانت هناك أسماء أخرى طالبوا بمقاطعة أعمالهم لموقفهم المؤيد لمبارك ولتوريث الحكم لابنه جمال، وعلى رأسهم عادل إمام، حتى إن إحدى شركات المحمول أمام فورة الغضب تراجعت عن عرض الإعلان الذى قدمه عادل لها خوفا من أن يصيبها رذاذ المقاطعة، الأمر مر ببساطة وعاد عادل بعدها ببضعة أشهر لصدارة المشهد.

 

هناك تأثير وبنسبة لا أستطيع ببساطة وبجرة قلم تحديدها، إلا أن الإيقاع السريع للحياة يلعب دوره فى تقليص شدته.

 

أرى فى موقف عز حالة من التصلب النفسى، ولن يعترف بولديه، سيترك الباب دائما مواربا يسمح بظلال ما من الشك تطال أساسا زينة.

 

كلما أوغلت السنوات سيكبر الطفلان، ومع الزمن سيدركان الحقيقة، بينما عز سيواصل توجيه قذائفه لضرب أم ولديه ولن تفرق معه أنه يصيب بالطعنة طفليه، وهى على المقابل ليست ملاكا بجناحين، بين الحين والآخر ستوجه له ضربات تحت الحزام، يعقبها رد قاس منه.

 

هو لايزال فى مأمن نفسى، شعبيته ليست على المحك، بالدرجة التى من الممكن أن تدفعه لإغلاق هذا الباب وكتابة الصفحة الأخيرة بالاعتراف.

 

حجم التأثير الاجتماعى على مكانته الفنية غير مؤثر بالقدر الذى يزعجه، عز واحد من فتيان الشاشة الأوائل الذين تُصنع الأفلام من أجلهم وله أيضا مردود واضح فى دُنيا الإعلان والدراما التليفزيونية، الورقة التى تلعب لصالحه أن تأثير الخبر مع كثرة تكراره يفقده قدرته على النفاذ لمشاعر الناس، مثلما نتابع أخبار القتل والدمار فى سوريا والعراق واليمن، ورغم ذلك نواصل الحياة، تعود الجمهور قبل نحو أربع سنوات على قراءة أخبار مماثلة عن عز، ثم تطوى الصفحة.

 

(الخلية) خلال الساعات القادمة سيصبح على شاشة السينما هو حديث الناس، بينما لن يتذكر أحد أن على شاشة الحياة تعرض مأساة طفلين يحملان لقب (عز)!!.


نقلًا عن المصري اليوم