نادية صالح تكتب: أفرح وأزعل

مقالات الرأي



من الطبيعى أن «نفرح» ومن الطبيعى أيضًا أن «نزعل» فهذه هى سنة الحياة، ولكن كلنا يتمنى أن يكون «الفرح» أكثر كثيرا من «الزعل» وسنظل نقول «ولكن».. ولكن غالبا ما تأتى الأمور والاحداث بما لا نشتهيه، المهم «تأملاتنا» اليوم هى رحلة قصيرة مع «الفرح» وأيضا مع «الزعل» وكلاهما عايشته خلال هذا الأسبوع.. وأقول لحضراتكم:

"أفرح"

1- كل يوم جمعة عندما أرى أطفالا أعمارهم بين السابعة والتاسعة يصلون الجمعة مع آبائهم، وأتمنى أن تكون تجربتهم فى الصلاة تجربة ذكية وعصرية أيضا بعيدة -طبعا- عن التشدد، أتمنى أن يقوم فيها الآباء بدور التوضيح السليم للدين والعصر.. رؤيتى الأطفال فى المساجد يصلون (الجمعة) أفرح بها كثيرا ولكن بشرط ما قلته سابقا.

2- افرح عندما أرى الأب الكبير واسمه رشوان توفيق (الفنان الشهير) مع ابنته الإعلامية «هبة رشوان» يجلسان يحكى كل منهما فى برنامج «الستات ما يعرفوش يكدبوا» مع «سهير ومنى ومفيدة».. أب مصرى، فنان، مبدع وزوج مثالي.. يحكى عن الحب الذى أشاعه فى بيته مع الزوجة والأبناء، وترى الابنة الاعلامية تفخر بأبيها الفنان الطيب الذى هو معادلة نادرة بين الفن والتزين والرجولة الحقة والقلب السليم، تفرح كثيرا خصوصا لو جاء الحديث ضمن برنامج يقدم أحيانا أمثلة محبطة للعلاقات الزوجية ويحاول تقويمها قدر استطاعته ولكن يظل الحمد لله أن هناك مثل هذه الأمثلة الجميلة للقدير الفنان المبدع الطيب والخلوق رشوان توفيق وأسرته.

3- أفرح عندما أقرأ أن هناك فى اليابان فنادق أو فندقا خاصا بهواة القراءة، يضعون لهم وتحت تصرفهم كتبا ليقرأه الرواد والنزلاء فرحت كثيرا.. فالكتاب مازال -وسيظل- رغم أنف الوسائط الإلكترونية له وجود وكيان وقراء بل وفنادق تحت أمر محبى القراءة.

4- أفرح عندما أرى شابا خريج جامعة الأزهر الشريف يرتدى (تى شيرت) وبنطلون شيك جدا، يجلس ويحاوره الإعلامى «محمود نصار«، ويقوم بقراءة القرآن الكريم بصوت رخيم وأداء له سحره فى توصيل المعانى الكريمة للقرآن بهذا الصوت الملائكى والمظهر العصرى المحترم، المشهد كله يأخذك إلى عالم من الروحانيات الشفافة، أتمنى أن يساعد العزيز «محمود» هذا الصوت على الانتشار والوصول إلى الناس، فأظنه صوتا واعدا خلفا للأصوات الرخيمة التى أسعدتنا مثل الشيخ محمد رفعت والحصرى ومصطفى إسماعيل ومشايخنا الأفاضل يرحمهم الله.


والآن اسمحولى أن أعلن أنني:

أزعل

1- أزعل كثيرا عندما أقرأ خبرا يعلن أن «الورد» الجميل رحل عن شارع شامبليون فى وسط القاهرة بعدما أزالوا كشك عم «محمد وردة» كما يطلقون عليه بحجة إشغال طريق، وبالطبع أنا ضد كل ما يؤذى مشاعر الناس أو يقلق راحتهم من إشغال طريق أو خلافه، ولكن لا أتصور ابدا أن كشكا يبيع «ورد»، «ورد يا عالم» يمكن أن يكون مصدر أزعاج أو إشغال للطريق، «الورد» دائما رسول سلام ومحبة إلا إذا كان هناك شىء آخر يباع مع الورد وإن كنت أشك كثيرا.. المهم لا يظلمون الورد، فالورد جميل.

2- أزعل جدا عندما أسمع شابة جميلة تقول إنها تقترح أن يقوم الشاب الذى يتقدم لخطبة فتاة بإمضاء ورقة «على بياض» تأمينا لها وضمانا لحسن نيته، يعنى بمعنى «وصل أمانة» بالذمة دا كلام؟! وهل هذه بداية حسن نية لزواج ناجح، وماذا لو سرقت الورقة أو الإيصال من العروسة واستغلت ضد هذا العريس الغلبان؟! دا كلام؟! أظن دا كلام يزعل جدا.. عشان كده زعلت جدا عندما استمعت إلى هذا الاقتراح.

ملحوظة الحمد لله أن عدد الملاحظات التى جعلتنى «أفرح» اكبر واكثر مما جعلنى "أزعل".