جمال القصاص: قصص "حائط غاندي" لعزة رشاد تتسم بسلاسة لغوية

الفجر الفني

غلاف الكتاب
غلاف الكتاب


أكد الشاعر الكبير جمال القصاص خلال ندوة أقيمت مؤخرا في مكتبة البلد، أن في داخل كل شخوص مجموعة حائط غاندي للكاتبة عزة رشاد رسائل لم تصل، لأنها ابنة إحباط لا يملك ترف الضرورة، بل يقف دائما على حافة تشبه الأمل أحيانا، والحياة أحيانا أخرى.

 

وقال" وهكذا يبلغ المشهد ذروته مخلفا نتفا من ظلال هذه الرسائل..مثلما يطالعنا في الجزء الأخير لقصة "رسائل بظهر الغيب" على هذا النحو: " وجدوا بجوار الأشلاء، بقجة دمور، وعدسات طبية سميكة، وشريطا من حبوب منع الحمل، وورودا دهستها الأقدام".

 

ويرى القصاص أن هذا البناء المركب بسلاسة لغوية مغوية يشكل خصوصية فنية في فضاء قصص المجموعة، وفي الوقت ذاته، يجعلها مفتوحة بحيوية على قوسي البدايات والنهايات، فالقصة تنتهي لتبدأ، ربما بالعزف على أوتار زوايا أخرى، قد تكون منسية ومهمشة، ومسكوتا عنها، ومطمورة في طوايا المشهد ذاته، وربما تستعيد ظلالها، في حقائق أخرى تشبهها، أو تشير إليها، أو تذكر بها خاصة في واقع تباعدت فيه الظلال والصور، على شتى المستويات سياسيا واجتماعيا واقتصاديا، وغيرها.

 

ولاحظ جمال القصاص أن هذا البناء يلفت فنيا إلى مقدرة الكاتبة، على خلق حيوات وأدوار فاعلة وفي مساحات صغيرة، قد لا تتجاوز بضعة أسطر، لشخوص ثانوية، أو على الهامش، لكن تبدو أهميتها في أنها تضىء الصورة في لحظة ما، أو تضيف لها ملمحا مهما ولو بالمصادفة العابرة، ما يعني أن القصة رقعة وجود حية، برغم ما يعتري هذا الوجود من نقص وتعسف وتشويه تحت مطرقة الواقع والزمن أحيانا.

 

وذهب القصاص إلى أنها إذن ليست مجرد مساحة متخيلة على الورق، ولا محض صورة تحاول أن تتطابق مع الواقع أو تستدعيه بقوة الذاكرة والخيال.. إنها الواقع ذاته، في حقيقته التي يحاول المرء أن يهرب منها أو يتناساها عمدا تحت وطأة الظروف والإحباط.