للمرة الألف.. من يحمى أموال الدولة المهدرة فى "إقطاعية الأوبرا" يا سيادة الوزير؟

منوعات

حلمي النمنم - وزير
حلمي النمنم - وزير الثقافة


حضرت للمرة الثالثة خلال موسم الصيف حفلاً بأوبرا الإسكندرية، ولكن هذه المرة بالمسرح الرومانى، والمصادفة العجيبة أن الثلاث حفلات اللاتى حضرتها كانت تحضرها إيناس عبدالدايم، مديرة الأوبرا الأولى مع وزير الثقافة؛ لافتتاح الموسم، والذى تصادف به حفل أطفال ديزنى.

نشرت العدد قبل الماضى تفاصيله تحت عنوان «إقطاعية وزارة الثقافة»، والمرة الثانية حفل إيمان البحر درويش، والذى نشرت تفاصيله العدد الماضى بحضورها أثناء عيد ميلادها، وها هى المرة الثالثة، أتواجد لأجدها، بحجة ختام الموسم الصيفى وإحنا فى أغسطس، طب بقية الشهر وكمالة سبتمبر وعيد الأضحى، ده أنا لسه من أسبوعين حاضرة افتتاح الموسم الصيفى، كدا على طول ختامه، بركة.

المهم يا سادة المسرح الرومانى تذاكره بدون أرقام يعنى تقطع وتدخل وأنت وحظك، تحت أو أمام المسرح بدون ظهر، أما أعلى المسرح فكانت الكراسى موضوعة، البداية وأنا داخلة قاطعة تذكرتى عادى، وجدت مجموعة من المصورين الصحفيين يريدون الدخول بدون تذكرة، تم المنع حتى يعودوا للكشف المكتوب فيه أسماء المرضى عنهم فى إقطاعية (الست) ومدير الإعلام الجديد اللى عاملها (...).

دخل الإخوة كده، لهم ناس وناس، دى أول لقطة، دخلت وجدت أحسن أماكن فوق نهاية على اليسار وأنت داخل، قالوا دى محجوزة لرئيسة الأوبرا وزوجها والوزير والمحافظة، «طيب دول (30) كرسيا ومالكيش فيه»، ذهبت وجلست فى مكاني، حظى العثر كان أمام عمود، يعنى كدا مدحت صالح هسمعه بدون رؤيته، فجأة وجدت آخر اليمين سيدة حولها حاشية، وإذ بى أرى السيدة مديرة الأوبرا، الله يا جماعة، الست قاعدة هناك، «طيب لماذا حجز المكان الكبير ده ليها؟»، رجعت مرة أخرى سألت الأمن والموظفين الخاصين بها، فقالوا لى «هو كدا»، رديت «دى تكية الست المديرة؟»، رد «آه وإيه فى بلدك مش تكية»، وإذ فجأة دخلت سيدتان غاية فى الجمال، فسألت: «طب دول ليه يدخلوا هناك؟»، فرد الموظف: «تبع مديرة الأوبرا»، رديت: «دا حرام.. يعنى هنا 30 أو 40 كرسيا باسمها، وتدخل المحاسيب.

الكرسى بـ(75) جنيها وشرحه بدار الأوبرا الصف الأول، البنوار فوق وتحت ويمين وشمال تبعها طوال السنة فى أى حفل، ويجلس مجاملة فيها المحاسيب مجانيًا، اضرب فى 40، وبالسعر الأمامى.. مش هقول (100) جنيه نقول (75) جنيها، فى كل حفل ثلاثة آلاف جنيه، ولو بالأوبرا ثلاثة حفلات أو أربعة يعنى على الأقل عشرة آلاف فى الأسبوع وأربعين ألفا فى الشهر، ولو موظف غلبان ضيع ألف جنيه يدخل إهدار مال عام وسجن (6) شهور، هى الأوبرا دى فلوسها ليست من مال الشعب؟، وأنا أنبح صوتى، «ما كانش دا موقف مسنود أيام الإخوان، ندفع فواتيره ببقاء السيدة ولا يحاسبها أحد، أين الرقابة؟ آه الموظف اللى اسمه طارق خالد رد على «آه تكية ولو مش عاجبك».

المهم جاء مدحت صالح وراح للست وسلم وكام صورة على كام كادر للتليفزيون، ونزل وغنى أغنيتين وفى الثالثة «وسع ياد منك له» الوزير وصل، ظل سائرا حتى نزل السلالم وراح لمدحت، قلنا خير اللهم اجعله خير، مسك الميكروفون وقال «كل سنة وانتم طيبين بمناسبة عيد قناة السويس الجديدة وتحيا مصر تحيا مصر» وهكذا سلم الميكروفون لمدحت، والحاشية والبودى جارد وراه حوالى (8)، طلع السلالم زى الأسد، انضمت السيدة إيناس له وذهبوا إلى الجانب الأيمن المخصص لهم، والذى أجلسوا فيه عددا من المحاسيب، «طيب الكراسى دى اللى انتى جلستى عليها، عادى الست المديرة بقا»، نسيت أوضح كميات نظرات الغضب من موظفى السيدة، ولو كانوا يستطيعون إخراجى كانوا عملوها، لولا أنى قاطعة تذكرة مش فى كشف على الباب بأسماء المرضى عنهم، هو معنى أنى أمسك ورقة ولدى كارنيه أدخل الأماكن استمتع بحجة الصحافة.. ولا أدفع؟!

قابلت محمد غنيم، وكيل سابق بوزارة الثقافة، كان ذاهبا لعمل حوار تليفزيونى، سألته عن المدام.. طنط، فرد «أهى جاية تتفرج»، نظرت فإذا به واحد من الناس «اللى بتقعد ببلاش فى مكان المحاسيب»، قال لى «عشان أنتى لم يعطوكى تذاكر»، فقلت: «كدا عيب يا محمد بيه أنا مش مستنية تذكرة ببلاش بـ(70) جنيها!!، حضرتك اللى بتقعد ببلاش»، فقال: «علشان أنتى دايما بتكتبى أن الصف الأول لرئيس الأوبرا والبنوار شمال ويمين»، فسألته «أليس هذا صحيحا»، قال: «عادى صح»، السيدة رئيس الأوبرا وموظفوها والمحاسيب اختزلوا غضبى وحنقى على المال العام اللى عندها سايب، بجملة تذكرة أوبرا ببلاش، لكى الله يا مصر، يا خسارة، وهل عندما أحضرت فرقة كاملة من بيروت وأعطتهم المسرح مجانيًا ولبسوا الملك فاروق باروكة وروج بدلا من طردهم، كان علشان تذاكر يا غنيم بيك، يا خسارة.. إذا كان رب الثقافة بالدف ضاربا.