بعد إدراج الجماعة الإسلامية.. لماذا لم تُصنف أمريكا "الإخوان" كجماعة إرهابية؟

تقارير وحوارات

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


بالرغم من أعمال العنف لجماعة الإخوان المسلمين، وتصنيفها بـ "الإرهابية" من قبل بعض الدول، إلا أن وثيقة وزارة الخارجية الأمريكية السنوية بشأن الإرهاب، لا تتضمن اسم الجماعة على لائحة المنظمات الإرهابية، وهو ما أثير تساؤلات عدة حول السبب الرئيسي حول ذلك الأمر.

 

وتصدر وزارة الخارجية الأمريكية كل عام وثيقة تتضمن قائمة بالتنظيمات، التي تعدها الولايات المتحدة إرهابية، في حين أن جماعة "الإخوان المسلمين" لم تدرج في هذه القائمة حتى الآن، غير أن هذا التنظيم يصنف إرهابيا، وهو محظور في كل من الاتحاد الروسي -بموجب قرار صدر عن المحكمة العليا في عام 2003- ، مصر، سوريا والسعودية.

 

وصنف تقرير وزارة الخارجية الأمريكية السنوي بشأن الإرهاب، الجماعة الإسلامية المصرية ضمن قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية، التي ضمت نحو 70 منظمة حول العالم، مشيرًا إلى أنها تأسست في سبعينيات القرن الماضي، وتعد واحدة من أكبر الجماعات الإرهابية في مصر، كما لفت إلى أنها أسست حزب "البناء والتنمية" في العام 2011، الذي خاض الانتخابات البرلمانية في العام نفسه وحصد 13 مقعدًا.

 

وأوضح تقرير الخارجية الأمريكية، أن الأعضاء المؤسسين للجماعة الإسلامية في مصر تم إطلاق سراحهم قبل ثورة 2011، بعدما أعلنوا تخليهم عن الإرهاب، لكنه لفت إلى أنه في الوقت نفسه تم إلقاء القبض على عدد من أعضاء الجماعة في عدد من دول العالم، ممن يعملون لصالح تنظيم القاعدة الإرهابي، وأن الجناح الخارجي للجماعة يتكون بشكل أساسي من الأعضاء المتواجدين في عدة دول خارج مصر، ويؤكد أن هدفه الرئيسي هو إقامة دولة إسلامية في مصر بدلا من الحكومة الحالية.

 

التراجع عن تصنيف "الإخوان المسلمين " كجماعة إرهابية

وبالرغم من عنف جماعة الإخوان المسلمين،  وتصنفها من قبل مصر والمملكة العربية السعودية بـ "الإرهابية"،  إلا أن موقف الولايات المتحدة كان واضحًا، حيث  ذكرت صحيفة واشنطن تايمز الأمريكية أن الرئيس دونالد ترامب ارجأ قرارا تنفيذيا يصنف جماعة الإخوان المسلمين، كجماعة إرهابية ، وفقا لتصريحات مسؤولين في إدارته، بينما رفض البيت الأبيض التعليق على الأمر.

 

وقال مسؤولون، لم تكشف الصحيفة عن هويتهم، إن الإدارة الأمريكية تراجعت عن تصنيف جماعة الإخوان المسلمين كجماعة إرهابية بعد مذكرة قدمتها وزارة الخارجية، تؤكد فيها أن القرار سيكون له نتائج سلبية على علاقة واشنطن بالشرق الأوسط.

 

وبحسب المسؤولين فإن المذكرة أشارت إلى أن جماعة الإخوان المسلمين لا يجوز اعتبارها جماعة الإرهابية، لأنه في الوقت الذي تجمعها علاقة متينة مع حركة حماس الفلسطينية ، إلا أنها لها أنشطة سياسية مشروعة.

 

وشنت الجماعات الإسلامية هجمات مسلحة في التسعينيات، استهدفت قوات الأمن المصرية، ومسؤولين حكوميين، وعددا من المواطنين الأقباط، كما أعلنت مسؤوليتها عن محاولة اغتيال الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك عام 1995، كما شنت أيضا هجوما مسلحا ضد مجموعة من السائحين الأجانب في الحادثة المعروفة باسم حادث الأقصر عام 1997-بحسب تقرير الخارجية المصرية.

 

من جانبه قال الدكتور سعيد اللاوندي، خبير العلاقات الدولية، إن قرار إدراج الجماعات الإسلامية على قوائم الإرهاب، بمثابة بداية لتنصنيف جماعة الإخوان بـ"الإرهابية"، نظرًا للوعود التي ساقاه دونالد ترامب، لملك السعودية خلال زيارته الأخيرة، والمتعلقة بمحاربة الجماعة وكل من يدعمها.

 

وأشار" اللاوندي"، في تصريح خاص لـ"الفجر"، إلى أن هذا التوجه من قبل أمريكا ظهر جليًا من خلال موافقتها على قائمة المطالب التي أعدتها الدول المقاطعة لقطر، والتي كان من بينها طرد جميع عناصر الإخوان، وأغلاق مناصتهم الإعلامية.

 

وأوضح خبير العلاقات الدولية، أن أمريكا اتخذت هذا القرار في إطار سعيها لمحاربة الإرهاب، لاسيما في ظل حالة الهجوم الشديد التي تشن على "ترامب"، من قبل معارضيه في الداخل؛ لتورطه في قضايا عده مع روسيا وهو الأمر الذي يريد أن يبعده عنه عن طريق اتخاذ قرارت تهدأ من روع المواطن الأمريكي.