محلل إسرئيلى: مصر تستعد لسقوط "أبو مازن" وتمهد الطريق أمام "دحلان"

العدو الصهيوني

الرئيس عبد الفتاح
الرئيس عبد الفتاح السيسى والرئيس الفلسطيني محمود عباس


كشف "يونى بن مناحيم" محلل الشئون العربية، عن تفاصيل جديدة تخص تدعيم مصر لمحمد دحلان؛ تمهيداً لسقوط زعيم السلطة الحالى محمود عباس أبو مازن.

وذكر بن مناحيم خلال مقاله الاخير على موقع "نيوز وان" العبرى، أن أبو مازن، بدأ أمام المقربين منه، أكثر عصبية عن ذى قبل، ليس بسبب المعاملة السيئة التى يلقاها من إدارة ترامب، الذى يرفض حتى الأن ذكر كلمة "الدولة الفلسطينية"، ولكن بسبب المعاملة التى يتلقاها من مصر مؤخراً، وإحتضانها للقاءات، التى يجريها غريمه محمد دحلان وقيادات حركة حماس برئاسة زعيم القطاع الجديد يحيى السنوار.

وأشار "بن مناحيم"، أن المقربين من عباس لاحظوا مؤخراً تغييراً واضحاً على سلوكه، وأنه أصبح يدخن بشراهة وويكيل السباب والشتائم ضد ما يتداوله البعض على شبكات التواصل الإجتماعية بشأن مرضه وشائعة وفاته بأزمة قلبية.

وأشار التقرير، إلى أن الزيارة الأخيرة التى قام بها عباس للقاهرة، كانت فى شهر إبريل الماضى، قبل يومين من سفره للولايات المتحدة لمقابلة الرئيس ترامب.

وأضاف أن أبو مازن طالب السلطة المصرية الأسبوع الماضى بإرسال وفد رفيع المستوى للقاهرة؛ للإحتجاج على إستضافة مصر للقاءات جمعت بين مؤيدى "دحلان"، وقيادات الحركة، إلا أن الرد المصرى جاء صادماً، وتم إبلاغه أن القيادة المصرية منشغلة فى هذا التوقيت بقضايا أكثر أهمية.

وتابع المحلل الإسرائيلى، أن مصر تتعامل مع عباس بنوع من الإستخفاف وكأنه ترك مهام منصبه منذ فترة، لكنها لا تستطيع أن تقطع العلاقات معه فى الوقت الحالى بشكل تام، لكونه لا يزال زعيماً للسلطة الفلسطينية، مشيراً أن نقطة الخلاف بين أبو مازن والرئيس السيسى حدثت قبل 6 أشهر، عندما قام أبو مازن بإفشال إجتماع اللجنة الرباعية، التى تضم وزراء خارجية مصر والبحرين والإمارات والسعودية، التى عُقدت من أجل إجراء مصالحة بينه وبين دحلان، والسماح بعودة الأخير لصفوف فتح مرة أخرى، ووقتها رفض أبو مازن إتمام المصالحة، وأتهم مصر بطريقة غير مباشرة بتدخلها فى الشأن الفلسطينى الداخلى، ورفض المبادرة التى إقترحها الرئيس السيسى، وفضل عنها المبادرة الفرنسية، التى إقترحت تشكيل لجنة دولية التى لم تسفر عن شىء فى النهاية، ولم تنس مصر هذا الموقف ولم تغفر لأبو مازن.

وذكر بن مناحيم، أن الرئيس السيسى إتخذ قراراً  قبل فترة أن يكون محمد دحلان المرشح المفضل لدى مصر؛ لشغل منصب زعيم السلطة الفلسطينية.

وأضاف أن الرئيس المصرى يرى أن دحلان هو أكثر شخص يمكنه خدمة المصالح المصرية، أكثر من أى مرشح أخر داخل حركة فتح، يرغب فى خلافة أبو مازن، وأن أبو مازن كان يعتقد أنه قد نجح فى "تصفية " دحلان سياسياً، إلا أن مصر أعادته مرة أخرى إلى مقدمة الساحة السياسية الفلسطينية _حسب قوله.

وقال "بن مناحيم" أن مصر بدأت فعلياً فى التجهيز للمرحلة، التى ستلى إبتعاد أبو مازن عن السلطة، لذلك سمحت له بوضع قدمه داخل قطاع غزة، وذلك لإعادته إلى بؤرة إتخاذ القرارات الفلسطينية، رغم أنف أبو مازن.

وأضاف أن المخابرات المصرية نجحت بالتعاون مع دحلان فى التخطيط لهذه الخطوة بذكاء شديد عن طريق المصالحة مع حركة حماس، التى ستتيح إعادة دحلان إلى القطاع بعد غياب 10 أعوام كاملة.

وفى الوقت ذاته ستتقاسم معه الحركة كعكة السلطة فالتعاون مع دحلان سيحقق للحركة العديد من المكاسب، من ضمنها إقناع دحلان السلطة المصرية بتغيير معاملتها مع القطاع والتخفيف من الحصار وتوفير السولار للقطاع وفتح معبر رفح لفترات أطول بشرط إثبات عدم تورطها فى تدعيم الهجمات الإرهابية داخل مصر.

وأوضح المحلل الإسرئيلى، أن الخطأ الإستراتيجى الذى أرتكبه محمود عباس هو الإنفصال عن القطاع وتوقيع عقوبات إقتصادية على سكانه وهو ما تسبب فى  حدوث تدهور فى الأوضاع الإنسانية بشكل كبير.

وأختتم بن مناحيم، مقاله قائلاً أن أبو مازن وضع نفسه فى مأزق صعب للغاية برفضه وساطة السيسى للمصالحة مع دحلان وليس فى إستطاعته الآن وقف هذا السيناريو، فهو يدفع الآن ثمن عناده.