"الزيبق" الدراما على نهج صالح مرسى مع تغيير الوجوه والزمان والمكان

منوعات

لقطة من مسلسل الزيبق
لقطة من مسلسل "الزيبق"


ربما كان الراحل صالح مرسى كاتب دراما “دموع فى عيون وقحة” هو صاحب المسلسل الأشهر فى تاريخ الدراما المصرية المخابراتية “رأفت الهجان” ولم يكن يعلم أنه وضع بمسلسله رأفت الهجان خريطة لمن يريد من بعده أن يكتب دراما مخابراتية.

البطل الفقير المتخبط المنبوذ أحيانا من المجتمع وضابط المخابرات الذى يكتشفه ثم يدربه ثم تنشأ بينهما علاقة إنسانية حميمة تجمعها حب الوطن والصالح العام، البطل المصرى الذى يتم تجنيده يتم زرعه بعد أن يمر بمرحلة اختبار من العدو الإسرائيلى هل هو مزروع أم نظيف ويتم التعامل معه، وهناك الوسيط بين البطل المصرى المزروع وبين جهاز المخابرات الإسرائيلية .

وبين كل تلك المراحل تلاقى البطل بتاعنا طول ما هو فى طريقه واحدة تقع فى حبه وتتصارع النساء عليه ولازم البطل بتاعنا يتعرض لإغراءات حريمى ويتعفف مثل سيدنا يوسف ولازم البطل يكون دمه خفيفا جدا ويحبه الجميع ولازم البطل بتاعنا يكون شهما ويقدم خدماته.

صالح مرسى فعل كل ذلك فى دراما رأفت الهجان التى تعيش فى وجداننا قوم وجدنا وائل عبدالله فى مسلسل الزيبق لكريم عبدالعزيز وشريف منير أخذ كل الخطوط دى وعملها كما هى مع اختلاف الحدث وهو يسوق القصة الواقعية للبطل المصرى الذى تم زرعه فى تسعينيات القرن الماضى باليونان لإسقاط شبكة جاسوسية يقودها مصرى تتعامل معه المخابرات الإسرائيلية داخل وخارج مصر لجمع معلومات مهمة عن مصر والمصريين وتجنيد مسئولين داخل الجهاز المصرى الحكومى لصالح إسرائيل ذاتها.

لن ينتهى العمل بحرب 73 كما يحدث فى كل دراما مخابراتية سابقة وإنما الحدث فى فترة السلام والتطبيع والكلام ده كله تمت صياغته وتقديمه بطريقة الراحل صالح مرسى واستخدام أسلوب كوبى بيست مرة ثانية فى هذه السطور أيضا حتى موسيقى مودى الإمام مدخلها كوبى بيست من مدخل موسيقى الراحل عمار الشريعى فى رأفت الهجان الشهيرة بتوزيع مختلف.

لكن التيمة واحدة، لكن يمكن القول إنه أول عمل مخابراتى بعد رأفت الهجان يتشاف فبعد رأفت الهجان حاول الراحل نور الشريف تقديم مسلسل الثعلب عن قصة الحفار الإسرائيلى وللأسف لم يلق العمل نفس نجاح بل لم يلق أى صدى لدى المشاهد المصرى والعربى ولم يعلق فى ذهن المصريين سوى اسم الثعلب فقط لا غير أما العمل وموسيقاه ومؤلفه ومخرجه فلا شىء.

واعترف المرحوم نور الشريف أن عمل رأفت الهجان وصياغة صالح مرسى وضع كتاب دراما الجاسوسية بل من يجسدونها فى مأزق شديد من شدة نجاح العمل وهنروح بعيد ليه منذ متى والمخابرات المصرية تنعى أحدا كما فعلت لأول مرة فى تاريخها بعمل نعى بالصحف عند رحيل الفنان محمود عبدالعزيز الذى جسد أجزاء رأفت الهجان بطريقة لم تحدث من قبل وهذا سبب تعلق المشاهد المصرى بعمل مثل دراما الزيبق وكمان إيه وسط 70 أو 80 عملا دراميا فى (30) محطة فضائية، نجاحا جديرا بالتصفيق فأيام الهجان كان التليفزيون المصرى الأولى والثانية فقط لا غير ويذاع على محطة واحدة مفيش غيرها ولا يوجد بديل فأنت مجبر تراه إذا أردت مشاهدة دراما فى رمضان لكن فى حالة الزيبق وسط هذا الكم ويسرق حتى مشاهد واحد فهو نجاح وأعتقد أن رحيل والد وائل وأحمد عبد الله في منتصف رمضان وذهاب جمهور فنانى مصر عن بكرة أبيهم كان استفتاء عن نجاح العمل أكثر مما هو عزاء وتقديم الواجب، فكل نجوم مصر ذهبوا باستثناء عادل إمام وسمير غانم.