ما لا تعرفه عن "نفيسة بنت الحسن"

الفجر الطبي

بوابة الفجر


نفيسة بنت الحسن الأنور، من سلالة الإمام علي بن ابي طالب. ولدت وترعرعت في مكة المكرمة، واشتهرت بعلمها ومعرفتها مما تعلمته على أيدي علماء المسجد النبوي، حتى لقبت بنفيسة العلم. 

تزوجت من إسحاق المؤتمن ابن الامام جعفر الصادق، ولها منه القاسم وأم كلثوم. 

سكنت مصر ونقلت علمها هناك للعلماء والأئمة، ولعل أهم تلاميذها هوالإمام الشافعي؛ نفيفحيث طلب منها أن تؤم في الناس بجنازته، وهذا ما حصل فعلا، حيث أمت السيدة نفيسة بالناس يوم وفاة الشافعي.

تميزت أيضا بشجاعتها وشدتها بالحق، لا تهاب الأمراء. كانت لا ترد سائلًا أو ضعيفًا إلا وحمته في جوارها. ففي مرة قامت بحماية أفراد من بطش أحمد بن طولون، أمير مصر في ذلك الوقت. فقد ذكر المؤرخ أحمد بن يوسف القرماني في تاريخه أن الناس استغاثوا بنفيسة بنت الحسن من ظلم أحمد بن طولون فكتبت له رسالة، وانتظرت حتى مرور موكبه فخرجت له، فلما رآها نزل عن فرسه، فأعطته الرسالة، وكان فيها

ملكتم فأسرتم، وقدرتم فقهرتم، وخوّلتم ففسقتم، ورُدَّت إليكم الأرزاق فقطعتم، هذا وقد علمتم أن سهام الأسحار نفّاذة غير مخطئة، لا سيّما من قلوب أوجعتموها، وأكباد جوّعتموها، وأجساد عرّيتموها، فمحال أن يموت المظلوم ويبقى الظالم، اعملوا ما شئتم فإنَّا إلى الله متظلِّمون، وسيعلم الذين ظلموا أيَّ منقلب ينقلبون”
فخشع ابن طولون لقولها، وعدل من بعدها.

قصة نفيسة لا يذكرها أحد، وخصوصًا أولئك الذين لا ينفكون عن القول بأن صلاة المرأة في بيتها خيرٌ لها، أو حتى حديث “لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة”، مما يدفع المشايخ الى التجرؤ على قول ان إمامة المرأة حرام، على الرغم من أن الإمام الذين يقومون بإتباع مذهبه طلب بنفسه أن تؤم بجنازته إمرأة لا رجل. بالإضافة الى حضوره الصلوات التي كانت تؤمها في صلوات خاصة خلال رمضان مع حفنة من العلماء والمشايخ.

وقد تكون أهم الأسباب التي تدفع هؤلاء “المشايخ” عن التغاضي عن هذه القصة ومحاولة دثرها هو خوفهم من تسلّم المرأة دور القيادة في المجال الديني أيضاُ، وبالتالي منافستهم في الحديث عن الدين وفي نشره بين الناس مما سيؤدي بطبيعة الحال إلى لجم ألسنتهم التي لا تتوانى في كل مرّة عن التقليل من قدرات المراة العقلية منها والجسدية وعن حصر مهامها في البيت والطبخ والنفخ.