طارق الشناوي يكتب: الأسد بين "وسوف" و "أصالة"!!

الفجر الفني

الناقد الفني طارق
الناقد الفني طارق الشناوي


ليست المرة الأولى التى يلقى فيها القبض على نجم كبير وبحوزته مخدرات، أصالة أيضا ليست آخر القائمة ولن تكون، لا أتحدث هنا عن إدانة لأحد، لأن القضية مليئة بالمفاجآت، هذا هو فقط الفصل الأول.

 

العديد من المواقع الإخبارية أشارت إلى أيادى بشار الأسد ورجاله المنتشرين فى العديد من دول العالم، وعلى رأسها بالطبع جارة سوريا لبنان.

 

أصالة تعلن بوضوح حتى لو خفت النبرة قليلا فى آخر عامين، ولكنها تؤكدها دائما وبدون مواربة منذ 2011، أنها مع الثورة وتؤيد إسقاط بشار، وواجهت أصالة العديد من الضربات بسبب هذا الموقف، وآخرها الفنان جورج وسوف الذى نعتها بالمجرمة وبعدم الولاء لوطنها، لو عدت قبل نحو 9 سنوات لاكتشفت أن جورج فى (ستوكهولم) عاصمة السويد ألقى القبض عليه ودخل السجن لعدة أيام وهو فى فندقه قبل أن يصعد إلى خشبة المسرح بساعات لإحياء حفل هناك، وما تردد وقتها أن بشار الأسد تدخل دبلوماسيا لإنقاذه من السجن بعد أن عثروا على نحو 30 جراما من مخدر الكوكايين كانت بحوزته.

 

عاد إلى لبنان وكان البعض يعتقد قبلها أنه لبنانى الجنسية، بينما هو فى الحقيقة سورى. جورج من مؤيدى بشار وكثيرا ما يدافع عنه قولا وأيضا بالغناء باسمه، كما أنه يفتح النار على أعداء بشار وبأفظع الصفات.

 

هل يملك بشار القدرة فعلا لضمان البراءة لجورج وسوف وعودته سالما، فى دولة أوروبية من الصعب أن نصدق أن القضاء فيها يتلقى الأوامر من أحد؟ ممكن أن نقول مثلا إنه يجد ثغرات فى القانون تتيح له البراءة ليغلق ملف القضية.

 

أعرف وموقن أن أصالة لا تتعاطى أى أنواع من المخدرات، حالتها الصحية ولياقتها الصوتية تشير إلى أنها لا تمارس حتى التدخين، بينما حالة جورج وسوف الصحية والصوتية ربما تشير إلى أنه لا يملك نفس القدرة على مقاومة الكثير من هذه الأمور.

 

هل كان الأسد ضليعا فى دس الكوكايين فى حقيبة يد أصالة؟ الأمر يحتاج حتى نُصدقه إلى أن يتم اختراق الدائرة القريبة جدا منها، سيصبح الأمر مرهونا بإثبات مكيدة دبرها الأسد ورجاله فى الزج بالمخدر فى حقيبتها. هل يعفى القانون من المسؤولية الجنائية من يقبض عليه وبحوزته مخدر لو لم يكن على علم بالأمر؟ هذا الموقف فى تحديد العقوبة يخضع لضمير القاضى، وحيث إن أصالة فنانة معروفة فمن الجائز أن يوافق المحقق على سفرها، ولكن لن يغلق ملف القضية، وبسبب ضآلة الكمية ولو لم تستطع أصالة إثبات براءتها، فلن يتجاوز الحكم ستة شهور مع إيقاف التنفيذ.

 

الملف به ملمح سياسى يستحق أولا أن نحسمه، هل رجال بشار فى ظل المأزق الذى تحياه سوريا لديهم متسع من الجهد للانتقام من المعارضة؟ من المعروف مثلا أن أصالة وجمال سليمان بمجرد وصولهما للأراضى السورية سيتم القبض عليهما، كما أن نقابة الفنانين هناك تمنعهما من ممارسة المهنة.

 

هل تواصل أصالة اتهام نظام بشار لتدبير الجريمة لتبرئة ساحتها أمام جمهورها وهم يقدرون بالملايين، أم أنها لن تفتح هذا الباب الآن حتى لا يسارع النظام وهو لديه أيضا مناصروه فى الإعلام بتوجيه ضربات موجعة إليها؟ لا أتصور أن وصول أصالة ومعها زوجها المخرج طارق العريان للقاهرة سوى أنه الفصل الأول لتلك الحكاية.


نقلًا عن المصري اليوم