'الفجر' تنفرد بأول معايشة داخل حقول "كرامة" التابعة لقارون للبترول بالواحات البحرية

الاقتصاد

أرشيفية
أرشيفية


مدير حقول "كرامة": نستحوذ على 66% من إنتاج الشركة بـ22 ألف برميل يوميا
 
مدير "الإنتاج": لا يوجد بئر ينتج زيت بنسبة %100

عبد الرؤوف: تنمية الإنتاج مرتبط بزيادة عمليات الحفر التى تتم بشكل دورى

 رئيس "الحفر" بكرامة: 2 مليون دولار تكلفة البئر الواحد..و"قارون" من أقل الشركات تكلفة
  

بعيدا عن الشو الإعلامى أو البحث عن تحقيق أمجاد أو مكاسب شخصية يوجد عاملون يضربون أروع الامثلة فى التضحية وآداء عملهم على أكمل وجه مهما تطلب الأمرمنهم  ومهما تعرضوا لمخاطراو متاعب، فلم يمنعهم ارتفاع درجات الحرارة وصيام رمضان من آداء عملهم على مدار اليوم بالكامل متنقلين بين الآبار والمحطات التى توجد متناثرة على مسافة تبلغ 3300 كيلو متر بصحراء الواحات البحرية.

وتحتل شركة قارون المرتبة الخامسة من بين شركات البترول العاملة فى مجال انتاج الخام ، حيث يتم إنتاج 37 ألف برميل زيت يوميا.

إجراء أول معايشة مع العاملين داخل حقول كرامة التابعة لشركة قارون للبترول بمنطقة الواحات البحرية التى تبعد عن أكتوبر ما يقرب من 185 كيلو متر. 

قال المهندس أشرف أبوزيد مدير عام حقول كرامة ، أن حقول كرامة تتكون من ثلاث شركات هى كرامة- نورس ديور- ديور هذه الشركات تمتلكها الهيئة المصرية العامة للبترول ممثلة فى شركة قارون للبترول والشريك الأجنبى شركة "أباتشى" الأمريكية التى تملك 49% منها، موضحًا أن يصل عدد العاملين فى موقع كرامة إلى حوالى 515 عاملا يتواجد نصفهم فى الحقول والنصف الاخر فى إجازة لأن العمل بالتناوب (اسبوع عمل مقابل اسبوع اجازة ) مؤكدا أن العمل لا يتوقف ليلا او نهارا من خلال ورديتى عمل على مدار اليوم.


وأضاف مدير عام حقول كرامة خلال المعايشة التى قامت بها "الفجر" داخل حقول كرامة على مدار يومين متوصلين ، أن الانتاج من حقول كرامة يبلغ 22 ألف برميل يوميا،منهم 17.5 ألف برميل من حقول كرامة،إضافة لانتاج 3 ألاف برميل من منطقة ديور ثم إنتاج 1.5 الف برميل من منطقة نورس ديور بإجمالى يصل إلى 22 ألف برميل يومي، منوهاأن حقول كرامة تستحوذعلى نصيب الأسد من انتاج الشركة بنسبة تبلغ 66%.


واستطرد قائلا :- "نقوم بإنتاج زيت ومياه من حقول كرامة المختلفة حيث نقترب يوميا من إنتاج حوالى 173 ألف برميل من الماء المصاحب للزيت، ثم نقوم بفصل الماء عن الزيت من خلال دفع الكميات المنتجة إلى أقرب محطة معالجة لفصل الماء عن الزيت.


وأشار إلى أن يبلغ عدد الآبار المنتجة بحقول كرامة نحو 279، مع التنويه أن لا يوجد بئر ينتج زيت بنسبة 100% ، ولكن يكون دائما مصاحب بمياه أو غاز عند استخراجه،مشيرا إلى أن يبلغ عدد الآبار فى حقل كرامة نحو 215 ، بالإضافة الى 23 بئر بمنطقة نورس ديور، ثم 41 بئر بمنطقة ديور، وهناك آبار فى انتظار البريمة لإجراء عمليات الإصلاح والصيانة لها التى تتم بصفة دورية ومستمرة ، وذلك للحفاظ على معدلات ثابتة ومستقرة من انتاج الزيت الخام.

 
ويوضح أنه يتم إنتاج 150 ألف برميل من المياه يوميا بعد فصلها عن الزيت،وكان يتم التخلص من كميات المياه قبل زيادتها بطرق أمنة من خلال حفر "بؤر مغطاة ببلاستيك" بعيدا عن الحقول، إلا أن مع تزايد الانتاج بدأت كميات المياه المصاحبة للزيت الخام فى تزايد ، وبعد دراسات وتعاون بين ادارات الادارة العامة للعمليات مثل الهندسية والخزانات بالشركة و بجهودالعاملين فيها للاستفادة من المياة بدلا من ان تكون عبئ للتخلص منها ، تم تنفيذ مشروعات لحقن الآبار بتلك المياه بمناطق معينة بالحقول لتعمل على إزاحة الزيت الخام ويساعده فى استخراجه، وهى وسيلة للمساعدة فى انتاج أفضل من الآبار، مؤكدا أن أهم هدف لدينا هو عدم التخلص من المياه فى الجبال حفاظا على البيئة.

 
يقول المهندس محمد سيد إبراهيم مدير الإنتاج بحقول كرامة ونائب مدير الحقول:-"توجد نحو 20 محطة فرعية يتم تجميع الإنتاج فيها لفصل الزيت عن المياه ، ثم يتم تدفيعه إلى محطة "السى بى إف" بحقول كرامة التى يتم تجميع كل الانتاج من الزيت  وفصله مرة أخرى عن المياه ، ثم يتم تدفيعه عن طريق طلمبات شحن كبرى ، بالإضافة إلى جزء من انتاج شركات البترول مثل شركة البترول البحرية "بابيتكو" وبدر الدين  إلى حقول قارون  عبر خطوط أرضية إلى أن يتم شحنها إلى محطة دهشور الرئيسية ومنها فى خط سوميد  إلى معامل التكرير فى سيدى كرير بالاسكندرية أو معامل التكرير فى مسطرد.

 
وأضاف مدير الإنتاج بحقول كرامة،أن يصل انتاج ما يتم تدفيعه يوميا من حقول كرامة وبعض الشركات الشقيقة  مثل بابيتكو وبدرالدين وبترو شهد المجاورة إلى حقول قارون الرئيسية نحو 37 ألف برميل يوميا.

 
وأوضح المهندس الفاروق عبد الروؤف مدير إدارة الإنتاج  بحقول كرامة، أن تنمية الإنتاج بمنطقة حقول كرامة مرتبطة بزيادة عمليات الحفر التى تتم بشكل دورى ،علما بأنه لا يمكن إغفال أو إنكار أن عمليات الحفرمرتبطة أيضا بأسعار النفط العالمية وهو ما شهد تباطؤ بعض الشئ خلال الفترة التى شهدت هبوط أسعار النفط عالميا

 
وأشار مدير إدارة الإنتاج ، إلى أن تختلف كميات الإنتاج من بئر لآخر بنسب متفاوتة فى الانتاج بشكل كبير تبدأ بإنتاج بئر حوالى 100 برميل زيت ومياه ، وبين بئر ينتج 5000 برميل زيت ومياه ،حيث تتراوح المسافات بين كل بئر والآخر المجاور له بمسافات متفاوتة تبدأ بمائة متر وحتى 1.5 كيلو متر،منوها إلى أن نسب العمق ايضا متفاوته بين الآبار حيث تتراوح ما بين 3 ألاف قدم كآبار منطقة يمنى  و7 ألف قدم بمنطقة أقصى.

 

 محطة التجميع الرئيسية"السى بى اف" 

 تقوم تلك المحطة بتجميع كل الإنتاج القادم من المحطات الفرعية المختلفة بالموقع البالغ عددها 20 محطة ،والتى تحتوى الكميات المنتجة على نسب من المياه المختلطة بالزيت الخام ، حيث يتم فصل الزيت الخام عن المياه ، ويتم تحويل تلك الكميات إلى منطقة "اللاجون "،ويتم ضخ كميات من شركتى بدر الدين والواحة لوجود مواقع قريبة لها ،  حيث يقوموا بتدفيع 15 الف برميل على المحطة، ثم يتم فصل نسبة المياه الموجودة بالزيت التى تبلغ من 5 الى 8 الاف برميل ثم نقوم بفصلهم وتحويلهم الى منطقة اللاجون لاجراء عملية كشط لاى بقعة زيت هربت مع المياه لاعادتها للمحطة ، ثم بعد ذلك يتم تدفيع الزيت الى موقع قارون للبترول،من خلال خطين قطر10 بوصه بطول الخط 120 كيلو،علما بأن يتم تجميع انتاج جميع حقول بنى سويف وادى الريان والواحات البحرية والفيوم ودهشور بموقع قارون. بالاضافة للشركات الشقيقة إلى دهشور .


 "خزانات الموجودة بكرامة"

قال المهندس الفاروق عبد الرؤوف مدير إدارة الإنتاج بحقول كرامة ، أن الخزانات هى الأماكن التى يتم ضخ الإنتاج إليها وتجميعه من الابار والحقول من خلال خطوط  لفصل الزيت عن المياه ثم تدفيعه إلى قارون الرئيسى، وتختلف سعات الخزانات الموجودة بحقول كرامة ، حيث توجد خزانات سعتها 5 آلاف برميل يوميا منها 6 خزانات بسعة اجمالية 30 الف برميل ، بالاضافة لخزانى سعت الواحد 20 الف برميل باجمالى 40 الف، بما يعنى ان السعة التخزينية للمحطة 70 الف برميل يوميا،حيث يتم إنتاج 22 الف برميل يوميا من الزيت.

 
وأضاف خلال شرحه لـ"الفجر" ، أن البئر لا ينتج الزيت طبيعى ولكن يقوم برفع الزيت من خلال الرفع الصناعى ، نظرا لانخفاض الضغط أسفل سطح الارض ،لذا نقوم بالإعتماد على وحدة اختبار"تيست باكيج" على البير ثم نقوم بأخذ العينات للمعمل لتحليلها

 
وقال إن:" كل الابار الموجودة فى حقول كرامة تقوم بإنتاج الزيت من خلال الرفع الصناعى  من خلال 3 طرق هى سكر رود "الطرمبة الماصة" ويبلغ عدد الابار 97 بير ، او عن طريق الـ "بى سى بى" ولا يوجد إلا بئرين على مستوى كرامة ، أو من خلال " اي اس بى" التى تعنى "الطرمبة الكهربائية " ويبلغ عد الابار 180 بئر.

 
"الريس سيد العبد" أقدم عامل بحقول كرامة

قال الريس سيد العبد رئيس وردية محطة "السى بى اف"، إن محطة التجميع الرئيسية تقوم بمتابعة كافة التدفيعات التى تأتى إلى المحطة من الحقول والابار، حتى يتم الإنتهاء من عمليات فصل الزيت عن المياه،مشيرا إلى أن يوجد تحت قيادته 3 او 4 أفراد خلال الوردية البالغة 12 ساعة متواصلة ، لمتابعة عمليات التدفيع والفصل.

 وأضاف "العبد" خلال شرحه لـ"الفجر" خلال تواجدها داخل المحطة ، أن سخونة الخط يعطى إشارة أن البئر ينتج فعليا، ونقوم كل شهر بإختبار أى بئر ينخفض انتاجه لمعرفة أسباب انخفاض الانتاج من عدمه، علما بأن يسبقها إجراء اختبار لكل بئر لمعرفة إنتاج البئر من الزيت وتحديد الكمية.

 عمليات الحفر فى حقول كرامة

 قال المهندس تامر الرفاعى رئيس قسم بإدارة الحفر بشركة قارون للبترول،انه تقوم إدارة الإستكشاف بالشركة بإعداد خطط سنوية للمناطق التى سيتم حفرها بعد انتهاء الدراسات السيزمية،مؤكدا أنه حاليا تقوم "البريمة" اى دى سى 65" المملوكة لشركة الحفر المصرية بمهام حفر بئر جديد بمنطقة "الديور" يحمل اسم ديور84 على عمق 2300 كيلو متر.

 ونوه "الرفاعى" خلال معايشة "الفجر" بموقع حفر البئر الجديد، أن عملية الحفر تخضع لعدة خطوات قبل البدء فى تنفيذها فعليا، منوها أنه ليس من المؤكد أن كل مكان يتم تحديده يوجد به بترول او خام ،مؤكدا أن شركة قارون تعتبر من أقل الشركات فى تكلفة حفر الآبار، حيث تبلغ تكلفة البئر الواحد 1الى 2 مليون دولار،علما بأنه تصل مدة حفر البئر الواحد شهر حتى يتم وضعه على الانتاج.

 
وأضاف أنه من المخطط حفر 9 آبارجديدة خلال الفترة الحالية ، علما انها قابلة للنقص أو الزيادة ، مع التأكيد على أن منظومة الحفر لا تخلو من وجود مشاكل،بالإضافة لخضوعها للإدارة التى تحدد الحفر من عدمه قائلا:-" نحن جنود ننفذ الخطط فقط التى تقوم الإدارة بوضعها"،مؤكدا أن صناعة البترول تحتاج لرأس مال كبير وأرباحه طائلة خلال عمليات تنمية الأبار أو حفرها.

 ونوه إلى أنه وارد جدا أن يتم حفر بئر ولم يتم العثور على آية نتائج إيجابية ، مشيرا إلى أنه شهدت احدى شركات انتاج البترول واقعة ممثالة كبدتها خسارة 15 مليون دولار مصاريف تكلفة بئر قامت  بحفرها.
 

"الفلير" أو الشعلة

يقوم الفلير أو الشعلة بحرق كميات الغاز التى لا تمثل أى استفادة منها لأنها موجودة بكميات ضئيلة جدا والاستفادة منها تمثل جدوى اقتصادية مرتفعة ، وعدم التخلص من الغاز يمثل خطورة كبيرة على أرواح العاملين بالحقول علما بأن نسب الغاز بالحقول توجد بنسب ضعيفة جدا.

 
محطة كهرباء حقول كرامة "باور ستيشن" العملاقة

 هى المحطة المسئولة عن تغذية منطقة حقول كرامة بالطاقة الكهربائية اللازمة لها بالإضافة لمد حقول ومعسكرات الشركات الموجودة بالكهرباء سواء لعمليات الإنارة او التشغيل.

وتقوم المحطة أيضا بتوفير التغذية الكهربائية لمعسكرات شركات الخدمات الموجودة بجوار منطقة حقول كرامة مثل شركات صان مصر والحفر المصرية وشلمبرجير، نوفر استهلاك الديزل ، عدد مولدات كبير، شغالين على خط الغاز اللى بيوفر مازوت وسولار كتير.

ويبلغ إجمالى عدد التوربينات الموجودة فيها 11 توربينة تقوم كل تربينة تقوم بإنتاج 4 ميجا وات،حيث يتم توليد كهرباء للحقول بإجمالى47 ميجاوات يتم استخدامها فى 279  مشروع اقتصادى 100% ،لانه كان يتم الإستعانة بمولد ديزل لكل بئر إلا أن  الدراسات اكدت ان تكلفة الديزل مرتفعة جدا تبلغ  120 مليون دولار ، إلى أن تم البدء فى انشاء المحطة  منذ عام 2010.

وقال المهندس علاء حامد مدير إدارة الصيانة الكهربائية بحقول كرامة التابعة لشركة قارون للبترول،إن المحطة مسئولة عن توليد الكهرباء بالمنطقة بالكامل وتتكون من محطتين قديمة وجديدة فيها 8 توربينات ، منها 7 تعمل فعليا واخرى موجودة عند حدوث آى خلل او عطل فى آى توربينة ، بالإضافة لوجود 8 خطوط نقل هوائى منهم 6 نقل هوائى واثنين اخرين أرضى  يتم عن طريقهم نقل الكهرباء الموزعة على مسافة 300 كيلو متر ، يتم إنتاج 19.6 ميجاوات من الطاقة الفعلية ، ويبلغ الفائض 26 ميجاوات من المحطة القديمة.

 
وأضاف خلال جولة "الفجر" داخل المحطة العملاقة، أن جاء ت فكرة انشاء المحطة الجديدة جاءت بعد التوسع فى عدد الآبار ومعالجة المياه،وتتكون المحطة الجديدة من 3 مولدات قدرة الواحدة 5.7 ميجاوات ، حيث يتم حاليا تشغيل مولدين فقط ويظل مولد آخر حالة حدوث اى طارئ أو خلل ، أو عمليات صيانة.

وأكد أن التحميل فى فترة الشتاء يختلف عن الصيف لأن كفاءة المكن تنخفض فى الصيف ، اجمالى الميجاوات من المحطتين فعليا،مشيرا إلى ان الطاقة الإنتاجية للمحطة القديمة 21 ميجاوات يتم استهلاك 18 ميجاوات منها بالإضافة لوجود 3 ميجاوات
فى وضع استعداد ،بالإضافة لوجود 7 مولدات يستطيعوا الحفاظ على معدلات سير العمل. 

وأضاف أن الطاقة التشغيلية للمحطة الجديدة تبلغ 7.7 ميجاوات ويبلغ أقصى استهلاك نحو 8 ميجاوات،ويتم استهلاك 7 مليون قدم مكعب غاز يوميا لتشغيل التوربينات ، مع العلم أنه يتم الإستعانة بالديزل حالة وجود مشكلة فى محطة الغاز لأن تكلفته عالية جدا .