مسؤولون أمريكيون يكشفون موقف ترامب وولي العهد السعودي من إيران

السعودية

أرشيفية
أرشيفية


كشف مسؤولون أمريكيون، اليوم الخميس 22 يونيو أن هناك موقف مشترك ما بين الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، وولي العهد السعودي الجــــديد، الأمير محمد بــن سلمـــان، تجاه إيران.

وقال المسؤولون الأمريكيون، الذين اشترطوا عدم الإفصاح عن هويتهم لوكالة "رويترز"، إن ولي العهد السعودي الجديد وترامب يشتركان في نفس الموقف المتشدد تجاه طهران.

لكن أشار المسؤولون في الوقت نفسه، إلى أن "اتباع نهج تصادمي تجاه طهران، ربما يحمل في طياته خطر التصعيد في منطقة غير مستقرة، وهو ما قد يكون محل الخلاف بينهما".

وتابعوا قائلين "من شبه المؤكد أن إيران سترد على أي موقف بصورة أكثر عدائية ضد الولايات المتحدة والسعودية".

وكان العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز قد أعلن، أمس الأربعاء 21 يونيو/حزيران، تعيين نجله الأمير محمد بن سلمان وليا للعهد، بعد إعفاء الأمير محمد بن نايف من منصبه.

ونقلت "رويترز" عن مسؤول في الإدارة الأمريكية له خبرة كبيرة منذ سنوات بعيدة في شؤون منطقة الشرق الأوسط، رفض الإفصاح عن هويته، إن الخطر الأكبر هو انزلاق الولايات المتحدة بدرجة أعمق في الصراع السني الشيعي، الذي تتكشف فصوله في الشرق الأوسط، وإن هذا الخطر قد يتفاقم بسبب تفويض الرئيس ترامب لوزارة الدفاع (البنتاغون) في اتخاذ القرارات العسكرية.

وأضاف المسؤول "إذا منحت الإدارة القادة الأمريكيين سلطات أكبر في الرد على الاستفزازات الجوية والبحرية الإيرانية في الخليج وفي مضيق هرمز فقد تخرج الأمور بسهولة عن السيطرة".

ومضى قائلا "كما أن مواقع القوات المدعومة من الولايات المتحدة التي تقاتل في سوريا قريبة جغرافيا من القوات المدعومة من إيران التي تساند الرئيس السوري بشار الأسد".

ولفت إلى أن "الطائرات الحربية الأمريكية أسقطت هذا الشهر طائرتين بدون طيار إيرانيتي الصنع كانتا تمثلان تهديدا للقوات الأمريكية وقوات التحالف في جنوب شرق سوريا، كما تدعم الولايات المتحدة الحرب التي يشنها تحالف بقيادة السعودية في اليمن من خلال إعادة تزويد طائراته بالوقود وتوفير مساعدات لوجيستية ومعلومات استخباراتية محدودة".

من جهة أخرى، نقلت "رويترز" عن روب مالي، نائب الرئيس لشؤون السياسة في مجموعة الأزمات الدولية، قوله "إذا قدر لنا أن نشهد حادثا في البحر بين سفينة إيرانية وسفينة أمريكية في الخليج في وقت يشهد ارتيابا هائلا وانعدام الاتصالات، فكيف إذاً يمكن نزع فتيل المواجهة بدلا من تفاقمها؟".

وأضاف مالي، الذي كان يعمل مستشارا لشؤون الشرق الأوسط في عهد الرئيس السابق، باراك أوباما "إذا ظهر موقف له طابع حربي أكثر من ذلك تجاه إيران، فمن المرجح أن ترد".

بدوره قال إيريك بيلوفسكي، الذي تعامل مع قضايا الشرق الأوسط في البيت الأبيض في عهد أوباما، إن الإدارة "بذلت جهدا كبيرا لتحاشي وقوع اشتباك مباشر بين السعودية وإيران في أعالي البحار، لأسباب منها أن ذلك سيوسع نطاق الصراع الدائر في اليمن، كما أن هناك أسئلة "عن النتيجة التي قد تتمخض عنها هذه المواجهة".

غير أن لوك كوفي مدير مركز السياسة الخارجية في مؤسسة "هيريتيج فاونديشن"، وهي من مراكز الأبحاث ذات التوجهات المحافظة، أبدى تشككه في أن ترد إيران ردا قويا.

وقال كوفي "إيران لديها قدرة محدودة وخيارات محدودة للغاية للرد على القوات الأمريكية في المنطقة دون أن تتكبد ردا أمريكيا كاسحا".

وأضاف "أعتقد أن طهران تدرك ذلك، ولذلك ستظل تعمل بالأساليب المحدودة مثل مضايقة السفن الأمريكية في الخليج. وهذا يكفي للتسبب في الإزعاج، لكنه لا يرقى إلى مستوى الرد الانتقامي".

وتحدث مالي عن خطة "رؤية المملكة 2030" التي ينفذها الأمير محمد بن سلمان للإصلاح الاقتصادي والاجتماعي "ثمة خطر أن ينصرف انتباهه عما يريد تحقيقه على الصعيد الاقتصادي بسبب توجهاته في السياسة الخارجية والتي تميل للمواجهة خصوصا مع إيران وكذلك مع التطرف السني".

أشار مالي، الذي سبق والتقى ولي العهد السعودي الشاب، إلى إن موقفه من إيران "ينبع من اقتناعه الشديد أن المملكة تحملت الكثير طويلا ووقفت موقف المتفرج السلبي من التصرفات الإيرانية، سواء كانت حقيقية أم مفترضة، في العراق وسوريا واليمن والبحرين بل وفي المنطقة الشرقية في السعودية ذاتها".

وأضاف "ووجهة نظره أن السعودية امتصت تلك الضربات وأنه لا يوجد ما يدعوها الآن لامتصاص المزيد منها".

وهذا يتفق تماما مع ترامب الذي قال إن إيران تروج للشر وتعد مصدرا رئيسيا لتمويل جماعات متشددة ودعمها.

وقالت "رويترز" إن ما عزز العلاقة الوثيقة ما بين ترامب وبن سلمان، هو العلاقة الوثيقة، التي تربط ولي العهد السعودي وصهر ترامب، جاريد كوشنر، حيث أنهما من سن واحد تقريبا، وتربطهما علاقة قوية.

وقال المسؤول الأمريكي إن رغبة الأمير محمد، 31 عاما، "في التصدي لإيران أو حتى هزيمتها تجد صدى في البيت الأبيض حيث حقق ولي العهد إنجازا يحظى بالإعجاب في صياغة علاقة مع أسرة كوشنر التي تنتمي لجيله".

وقد تناول كوشنر وزوجته إيفانكا ترامب العشاء مع الأمير محمد بن سلمان، عندما زار الرئيس الأمريكي الرياض الشهر الماضي، في أول محطة في جولته الخارجية الأولى.

وقال مسؤول كبير آخر بالإدارة الأمريكية لـ"رويترز": إنه رغم أن واشنطن لم تتلق إخطارا مسبقا باختيار الأمير محمد بن سلمان، وليا للعهد، فقد كانت تتوقع ذلك.

وأضاف "لهذا السبب حاول الرئيس إقامة علاقات جيدة معه".