"يا كعك العيد".. راحت فين "المناقيش" (صور)

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


على غير العادة، وبعد أن كانت السيدات يحملن الصاجات وينتظرن بالساعات أمام الفرن البلدي لتسوية "الكعك والبسكويت" وهن يرددن "قال إيه وإيه الكحك إيه، نقش البنات سكر عليه"، يقف الفران ليصنع الكعك الجاهز لبيعه إلى الجمهور، بلا مناقيش، فالأسعار قضت على الكعك المصنوع منزليًا.




فبعد أن كن يتفاخرن بـ"مناقيش الكعك" ويتبادلن شفرات البسكويت، وهن يملئن الشوارع بالصاجات قبل العيد بأسبوع، ويتسابقن على حجز مكان أمام المخبز وكأنهن في انتظار أرغفة الخبز، أصبحت الصاجات فارغة لا بيع ولا شراء، ولا حجز مسبق، نار الأسعار قضت على كل شيء.





فجأة، وأمام أحد المخابز بمنطقة فيصل، تظهر نسوة على رؤوسهن صاجات ممتلئة بـ "كعك وبسكويت"، وقبل أن تنهي إحداهن جملتها وتضع من على رأسها الصاج، أخبرها صاحب المخبز بأن سعر تسوية الصاج قد ارتفع إلى 7 جنيهات. "نزل الأول وبعدين نتكلم"، جملة توجهت بها إحدى السيدات للفران، بعد أن ساعدها  لأن تضع من على رأسها الصاج، وما إن وضعت الأخير، حتى نهرته بصوت مرتفع: "من 4 جنيه إلى 7 جنيه، وده يرضي مين؟"، تلقف منها الحديث وأخذ يخبرها بارتفاع الأسعار.






بينما كانت تناقش إحداهن سعر الكعك والبسكويت، وقف "عبده" وفي يده حفنة من الدقيق، وقطعة من الزبدة وكوب من الماء، لتحضير عجينة الدفعة الأولى من كعك العيد، مشيرًا إلى أن ارتفاع أسعار السلع الأساسية أثر بشكل سلبي على حركة البيع والشراء داخل المخبز، وخاصة "الكعك والبسكويت".






وبصوت منخفض التقط "كريم" 14 عامًا ويعمل صنايعي داخل المخبز، الحديث، موضحًا أن الأسعار ارتفعت الضعف، فبعد أن كان يتم شراء "شوال الدقيق" بـ 150 ارتفع إلى 320 جنيها، والزبدة من 83 إلى 215 جنيها، والسمن من 95 إلى 215 جنيها.





"أحمد" فران يعمل في المهنة منذ 17 عامًا، ما إن شاهد الصاجات حتى تذكر يوم كانت طوابير السيدات تملئ الشارع الذي به المخبز، لكل منهن دوره وعلامته التي يميز بها الصاج الخاص به عن غيره، وحينما كان يستخدم العصا في جلب الصاج من داخل الفرن البلدي، ثم أزاح بوجهه قليلا حتى شاهد المخبز الآلي وأخذ يشير إليه بالسبابة ليشتكي من ارتفاع أسعار الغاز والذي ترتب عليه ارتفاع سعر تسوية الكعك والبسكويت من 4 جنيهات إلى 7 جنيهات، مضيفا: "حتى مبقاش فيه صاجات جاية من برا".





بابتسامة تعلوها دهشة استرد "عبده" الحديث من الصنايعية، قائلا: "كيلو الكعك والبسكويت وصل إلى 40 جنيه بعد ما كان بـ 25 جنيه"، مشيرا إلى أن المخابز بدأت تعاني بشكل كبير من ارتفاع الأسعار، وهو ما أثر بشكل كبير على المنتج المقدم إلى الجمهور، مضيفا: "لك أن تتخيل إن سعر العجوة كان 50 للكيلو والآن وصل إلى 110 جنيه، والكريمة من 220 إلى 730 جنيه".





وما إن اشتم "محمد" فران، رائحة الكعك حتى تأكد أنه قد طاب واستوى وأصبح جاهزًا، بقطعة من القماش فتح المخبز الآلي ليجلب الصاجات وهو ينادي على أصحابها مرددًا :"كحك العيد يا كحك العيد"، تنتظر إحداهن حتى تبرد الصاجات لترفعها على رأسها وفي يديها طفل صغير على وجنتيه ابتسامة عريضة فرحًا بقدوم العيد.