أحمد عزيز يكتب: مصيدة الفضاء الرقمي

ركن القراء

أحمد عزيز
أحمد عزيز


 الفضاء الرقمي كالسيارة، لا يمكن التحكم فيه بلا براعة ومهارة في وقت تؤثر فيه وسائل التقنية الحديثة والرقمنة على الأفراد والمجتمعات، بل أنها تؤثر في مجرى تطور البشر، فهناك علاقة سببية بين التعرض لوسائل الإعلام الرقمي والسلوك البشري، وتتعدد مجالات تأثير العالم الافتراضي ما بين تغيير الموقف وتشكيل المعرفة وتحويل القيم عبر التنشئة الاجتماعية ثم الوصول إلى تغيير السلوك، كل ذلك يدعونا لطرح تساؤلات حول كيفية التعاطي الفعال مع وسائل الاتصال الرقمية ! وهل نحمي أنفسنا من مخاطر التواصل الاجتماعي ! وكيفية الإفادة منها ؟

 التقنية الرقمية تغير مجرى حياتنا إيجابا أو سلبًا ، حسب طريقة الاستخدام، قرأت كتابًا مترجمًا عنوانه " مصيدة التشتت .. كيف نركز في فوضى العالم الرقمي " لفرانسيس بووث استخرجت منه مقتطفات مهمة وحلولا عملية أبسطها بتصرف شديد  هنا.
 أعتقد أن أكثرها يعيش في دوامة المشتقات الرقمية ونشعر بأننا تحت الطلب دوما ولا نجد وقتا لأنفسنا، وأنا شخصيا أتعمد ترك الهاتف عند الخروج من العمل لاستمتع بلحظات الهدوء والتركيز والعلاقة، تخيلوا أن نحو 70 في المائة من الناس يشعرون بالقلق عندما لا يكونون متصلين بالإنترنت. 

عندنا نسمع صوت رسالة نصية يجذبني فعليا الهاتف عما  كنا نفعله ونتطلع على الرسالة، في السابق تعود الإنسان الاستيقاظ على أصوات العصافير أما الآن يستيقظ على رسائل التنبيه .

 يعرف كثير من الناس أن هناك مهرات فقدناها بسبب هذا التشتت الرقمي كالقراءة والعزلة والنوم في هدوء والاستماع والعلاقات فالناس قل تواصلهم بالهاتف، وأصبحوا يتواصلون عن طريق الرسائل النصية، نعم تغيرت العلاقات بشكل كبير في عصر الفضاء الرقمي وأصبحنا نتواصل وجها لوجه بشكل أقل من الأسف الشديد، ختاما قوة الإرادة والعزيمة هي أفضل طريقة للتعامل مع هذا التشتت الرقمي ،فإذا عرفنا كيف نستفيد من الوسائل الحديثة بأسلوب حضاري إيجابي سنكون أكثر إنتاجا وتواصلا وأقل توترا في الحياة وأفل تشتيتا.