نادية صالح تكتب: أهمية أن نتدبر ونعتبر يا ناس

مقالات الرأي



الاثنين 5 يونيو 2017 ــ 10 رمضان 1438

قرأت هذا التاريخ ولكن كذبت عينى وأعدت القراءة، ولكن تأكدت أنها صحيحة.. يا إلهى! ما هذه الحكمة التى سقتها إلينا؟! نحن فى عز الحاجة إليها، ومع ذلك ننتبه الانتباه اللازم ولم نعتبر الاعتبار اللازم أيضا..، الحكمة تقول لنا: «لا تيأسوا من رحمة الله» الهزيمة يمكن أن تكون نصرا وفتحا مبينا ولكن بشرط.. وهذا الشرط لابد أن تدركوه مما جرت به الأحداث والأعوام السابقة..، الشرط هو ضرورة اعتراف كل منا بمدى تقصيره فى أداء واجباته فى عمله أو نشاطه سواء كان ذلك عن عمد أو تراخ واستهتار، وتذكروا أن هزيمة 5 يونيو 1967 رغم قسوتها إلا أن اعترافنا جميعا بها ابتداء من رئيس البلاد وقتها وحتى كل واحد فينا هذا الاعتراف بالتقصير وسوء الإدارة ثم السرعة التى بدأنا بعدها حرب الاستنزاف استعدادا لمحو عار الهزيمة النكراء، وأهم من ذلك تكتمنا الشديد وسرية الاستعداد لساعة الصفر للحرب التى استعدنا بها كرامتنا فى 10 رمضان الموافق 6 أكتوبر 1973.. كل ذلك عوضنا به الله عما أصابنا ولحق بنا فى أيام سوداء عشناها فى 5 يونيو 1967 وما تلاها، ولكن الحمد لله كان ما كان وأبهرنا العالم بانتصارنا بعد الهزيمة..، واليوم نقرأ التاريخ 5 يونيو 2017 الموافق 10 رمضان 1438، حكمة الحياة لابد أن نقف عندها ونتدبر ونعتبر.. تقول لنا لا تيأسوا إن بعد العسر يسر، ولكن بشرط العمل وليس العمل أى عمل بل لابد أن يكون عملا حسنا.. فالله لا يضيع أجر من يحسن العمل.

السبت 27 مايو 2017 الموافق أول رمضان 1438

فى ذلك اليوم وفى ذلك التاريخ قرأت أن المحاسب أحمد خليفة، محاسب بشرم الشيخ. صعيدى المولد قرر أن يتناول إفطاره أول أيام الشهر الفضيل مع طفليه 5 سنوات، وسنة، من طبيخ زوجته التى رحلت عن أسرتها فى حادث سيارة أودى بحياتها بجواره، وكان ذلك فى سبتمبر 2016 أى من حوالى 9 شهور..، أدمى الفراق قلبه ولم يغادره الحزن على رفيقة حياة عاش معها سنوات ثمانى من الود والإخلاص والتفانى فى واجباتها الزوجية تجاه زوجها أو ولديها وإذا بالرجل يجد نفسه وهو يصر على أن يحتفظ بحلة الفاصوليا البيضاء التى أعدتها زوجته قبل رحيلها وبجوارها طبق البلح..، وضعهما الزوج المحب فى الديب فريزر وقرر أن يكون إفطاره فى اليوم الأول من رمضان من يد زوجته إيمان عبدالناصر من بنها، وتحمل أن تنتهى القيمة الغذائية للوجبة ولكنها إيد «إيمان» المخلصة الحنونة، هل نعتبر لهذه الرواية الواقعية والتى حكى لنا حكايتها الزوج المحب؟ هل يظل أحدنا يردد ويقول: إن الحب مات وانتهى من الوجود مع قسوة الحياة ولم يعد بيننا إلا الشر والجحود والخيانة..، يا ناس اعتبروا لهذه الحكاية التى حكاها صاحبها من لوعته على الفيس بوك ونشرتها «حنان شمردل» بجريدة المصرى اليوم، وإذا كان الشىء بالشىء يذكر فلابد أن أتذكر بكل التقدير والاحترام ما سمعته وعرفته عن ذلك (المحترم) وأظن أن صفته هذه ربما تكون الآن عنوان كتاب ستصدره أو أصدرته زوجته الإعلامية الفاضلة شافكى المنيرى عن زوجها الراحل الفنان المحترم ممدوح عبدالعليم، سيحكى الكتاب قصتها مع شريك حياتها الراحل.. ولابد أنها تقول لنا: اعتبروا يا ناس ولا تنسوا الحب بينكم.. الحب موجود وسيظل دائما ما شاء الله.. لكن اصدقوا فى نواياكم وأخلصوا فى مسعاكم ينصركم الله ويحمل لكم من خيراته ومعانى الحياة النبيلة والسامية الكثير والكثير..، فاللهم ارزقنا نعمة التأمل والتدبر فى الحياة وما يدور فيها من حولنا دون أن نشعر أحيانا.. لابد أن نتدبر ونعتبر يا ناس!