شيماء أحمد تكتب: تيم حسن في "الهيبة".. "خيط رفيع بين الرومانسية وتجارة السلاح"

الفجر الفني

بوابة الفجر


"ياجبل مايهزك ريح"، أحد الأمثال التي نسمعها منذ الصغر لتدل على الجسارة وأن الإنسان القوي لايهزه أي ريح مهما كانت عاتية.

وهذا مانجح فيه الفنان السوري تيم حسن، بشخصية "جبل شيخ الجبل" في مسلسل "الهيبة"، حيث مثّل الرجل القوي أو "القبضاي" مثلما يطلقون عليها في بلاد الشام، الذي لايهاب شيئًا بل الكل يهابه، مستمدًا ذلك من اسمه "جبل" ومن تربية والدته الشامية التي غرزت في أبناءها القوة والصلابة، رُغم أنهم يعيشون في قرية حدودية بلبنان إلا أنهم يتميزون بلهجتهم السورية وهذا يدل على شخصية والدتهم المسيطرة التي تزعمت العائلة بعد وفاة زوجها، لتدير تجارة السلاح والمخدرات وتجعل من جبل زعيم العشيرة وساعدها في ذلك شقيقها الضابط السوري السابق الذي ألقى بعم أولادها في السجن ليخلي لها ولأبنائها الساحة.

 

ونأتي لشخصية جبل المليئة بالتناقضات والتعقيدات، فرغم أنه مُهرب أسلحة ومخدرات، إلا أن طريقة تقديم تيم للدور جعل منه قدوة ومثل أعلى  للشباب من حوله، وسيطرت هيبته على مواقع التواصل الاجتماعي، فأصبح حديث الكل الآن، كيف يأكل جبل؟ وكيف يُدخن؟ وكيف يمشي ويتكلم؟ وأصبح اللوك الذي ظهر له موضة بين الشباب بل ووصل الأمر إلى حد السؤال والبحث عن القطعة البلاستيكية التي وضعها جبل في فمه، وتداولوا الكلمات العشائرية التي يقولها رغم أنها قديمة ومعظمها أمثال معروفة إلا أنها إنتشرت إنتشاراً واسعًا وأصبحت "هاشتاج" وطبعوها على الصور والملابس وبدأوا يستخدمونها في حياتهم اليومية مثل "ماتهكلو للهم" و" ابن الجبل إذا خرطش قوص".

 

لقد نجح تيم في تغيير جلده والبعد عن الشخصية الرومانسية التي ظهر بها في العديد من المسلسلات، ورُغم هذا مازال هو قدوة الشباب وفارس أحلام الفتيات، فهو جبل القوي زعيم العشيرة مهرب الأسلحة الذي يقتل من يخونه دون رحمة، وهو أيضًا من يحافظ على العادات والتقاليد ويحترم النساء ويدافع عن الفتيات ولو لم يكن يعرفهن، فلقد تماهي المشاهدون مع شخصية جبل بل ولمس شئ في نفس كل واحد منهم فأصبحوا يعيشون معه تقلباته.


وإذا كان جبل يبدو صلبًا من الخارج إلا أنه رقيق المشاعر من الداخل ويظهر هذا من نظراته إلى "عاليا" (نادين نسيم نجيم)، ومن مساعدته للغير وعدم تخليه عن أعوانه، حتى وعندما خانته شقيقته في عرفهم عندما أرادت تهريب ابن شقيقهم المتوفي لم يستطع أن يقسو عليها أو يرمها من قلبه.

 

ففي قلب الجبل رجل آخر يبحث عن الحب الذي لم يعرفه، في شبابه أرغموه على الزواج من فتاة تصغره بأعوام لكي ينهوا عداوة بين العائلتين، حتى وبعد انفصاله عنها تأتي والدته لترغمه على الزواج من أرملة شقيقه حتى لاتُبعد حفيدها عنها، ورغم أنه زعيم العشيرة يستطيع أن يرفض إلا أنه لاينكر فضل والدته عليه في كل ماهو فيه ويرى مصلحة العائلة أولًا، فلا يرفض لها طلبًا، ولا يضغط على أرملة شقيقه "عاليا" في الزواج منه، نعم يغلق أمامها كل الأبواب حتى لاتستطيع الحصول على ابنها، ولكن يجعل زواجهم صوريًا لتحقيق المصلحة العامة، ويجعل الكل ينتظر قصة الحب النارية بين جبل وعاليا والتي ستتفجر خلال الحلقات المقبلة.

 

لقد استطاع تيم خلق عالمًا خاصًا واجتاح قلوب الشباب بكاريزمته وأدائه المتفرد، ورغم أنه بعيد عن الدراما المصرية وزخمها إلا أن هيبته طغت على كل الأعمال الرمضانية هذا العام.