مي سمير تكتب: ترامب يطلق استراتيجية لإبادة "الدواعش الأجانب"

مقالات الرأي



■ الخطة تتضمن التنسيق مع روسيا وتفويض قادة البنتاجون بإدارة المعارك ومشروع إلكترونى لكشف إرهابيى التنظيم


بعد أيام من تأديته اليمين، أمر الرئيس دونالد ترامب، بمراجعة لمدة 30 يوماً، للقتال ضد تنظيم داعش الإرهابى فى العراق وسوريا، وفى يوم الجمعة، أى قبل يوم من بدء ترامب رحلته إلى الشرق الأوسط، قدم كبار المسئولين الأمريكيين الذين أشرفوا على هذه الحرب الإحاطة الأولى عن النهج الجديد للقوات الأمريكية فى سوريا والعراق إلى ترامب الذى أعلن موافقته على هذه الاستراتيجية الجديدة التى تستهدف الإسراع بعملية القضاء على التنظيم الإرهابى.

وكشف موقع "دافنس" المهتم بالأخبار العسكرية عن بعض تفاصيل هذه الاستراتيجية الجديدة التى حرص قادة البنتاجون على الحفاظ على سريتها، فحسب الموقع، تتضمن هذه الخطة اقتراحا جديدا للعمل مع روسيا، لتحسين عمليات الصراع فى ساحة المعركة التى تزداد تعقيداً، بجانب أسلوب جديد فى التعامل مع المقاتلين الأجانب فى داعش وأخيراً، تفويض قادة البنتاجون للتحرك بحرية على أرض المعركة على نحو مخالف لاستراتيجية إدارة الرئيس الأمريكى السابق باراك أوباما الذى كان حريصاً على التدخل فى جميع تحركات الجيش الأمريكى.


1- تنسيق أمريكى مع روسيا ضد إرهابيى داعش

تشهد سوريا حرباً بالوكالة فى ظل تعدد الأطراف المتحاربة التى قد تتفق فى الأهداف تارة وتتعارض تارة أخرى، وفى هذا الإطار، صرح رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال جوزيف دانفورد للصحفيين فى البنتاجون، بأن المفاوضات مع موسكو جارية وتهدف إلى السماح للقوات الأمريكية والروسية بالعمل قرب بعضها البعض.

وقال دانفورد: "كان لدينا اقتراح العمل مع الروس حاليا"، ورفض دانفور الإفصاح عن التفاصيل لكنه اكتفى بالإشارة إلى أن الروس متحمسون لخوض عمليات مشتركة مع الأمريكان، وأن المحادثات بينهما تركز جزئياً على مدينة دير الزور السورية، على طول نهر الفرات حيث توجد عناصر داعش وقوات النظام المدعومة من روسيا، ورأى المسئولون الأمريكيون على نحو متزايد أن قيادة داعش تغادر الرقة إلى دير الزور.

وستكون هذه الجهود الأخيرة بالإضافة إلى الخط الساخن القائم مسبقاً الذى يهدف إلى ضمان تجنب لأى مواجهات عرضية فى الجو أو على الأرض فى سوريا، بين التحالف الذى تقوده الولايات المتحدة والقوات الروسية الحليفة لنظام بشار الأسد.

الجيش الأمريكى يعانى من حظر بموجب القانون، من التنسيق مباشرة مع الجيش الروسى، ولكن نظراً لزيادة وتيرة وحجم العمليات العسكرية فى سوريا، سعت الولايات المتحدة وروسيا لضمان عدم استهداف أفرادهما عن طريق الخطأ، وإنشاء سلسلة من "مناطق نزع التعارض" التى من شأنها تحديد مجالات العمل الحصرية للائتلاف من ناحية والقوات الروسية من ناحية أخرى.

ويأتى هذا الإعلان بعد أيام من قصف قوات التحالف، للقوات الموالية للنظام السورى، قرب من الطنف بسوريا، وقال الجنرال جوزيف دانفورد، الذى عينه ترامب، رئيساً جديداً لهيئة الأركان المشتركة فى 19 مايو، إن البنتاجون قدم اقتراحاً لموسكو فى محاولة لتجنب مثل هذه الصراعات فى المناطق التى تعمل فيها الدولتان فى المستقبل. يذكر أن روسيا ردت بغضب على الضربات الجوية الأمريكية ضد القوات السورية والإيرانية المدعومة فى الطنف على الحدود السورية مع الأردن، ووصفتها بأنها غير شرعية وتعد بمثابة انتهاك صارخ لسيادة سوريا.


2- الأمريكان يغيرون خططهم لمنع هروب داعش من المدن

إلى جانب التنسيق مع روسيا تتضمن الاستراتيجية الجديد للبنتاجون، فى حربه على داعش، تحولاً تكتيكياً فيما يتعلق بالتعامل مع المقاتلين الأجانب الذين يشكلون تهديداً كبيراً للغرب حال عودتهم لأوطانهم الأصلية بعد هزيمة التنظيم الإرهابى وفى هذا الإطار وافق ترامب على توصية البنتاجون، بإجراء تحول تكتيكى لتحريك داعش من المواقع الآمنة فى قتال الاستنزاف من أجل محاصرة أعضاء التنظيم فى معاقلهم حتى تتمكن قوات التحالف من إبادة داعش.

بذل كل من دونفورد، وماتيس، جهوداً متضافرة لتوضيح التغييرات التى تم إجراؤها كجزء من استراتيجية مكافحة داعش المطورة حديثاً بناء على توجيهات ترامب، الذى أمر بتفويض السلطة للقائدين واتخذ قرارا بتطويق المدن التى تحتلها داعش، بدلاً من مجرد إخراج داعش من تلك المناطق.

وقال ماتيس، إن التغيير الأخير، الذى يحرم داعش من فرصة الهرب بتطويق المنطقة المعادية، أمر بالغ الأهمية، لأنه سيوقف المقاتلين الأجانب من العودة إلى ديارهم وهو ما اعتبره تهديداً استراتيجياً. حسب ماتيس فإن المقاتلين الأجانب يمثلون التهديد الاستراتيجى فى حال عودتهم إلى تونس، أو كوالالمبور، أو باريس، أو ديترويت أو أى مكان. وصرح ماتيس أن البنتاجون أحدث تغييرات جذرية فى تركيزه فى المعركة ضد داعش ويهدف حالياً لإبادة المقاتلين الأجانب بالتنظيم الإرهابى حتى لا يتمكنوا من العودة إلى بلدانهم الأصلية خصوصاً فى أوروبا. وفى السابق، كانت الحملات العسكرية تسمح لبعض مقاتلى داعش بالمغادرة من أجل تجنب القتال الأشد فى المناطق الحضرية الكثيفة التى تشهد تركيزات عالية من المدنيين.

ويعتقد البنتاجون أن الاستراتيجية ستؤدى إلى هجمات إرهابية أقل فى الغرب مثل الهجمات التى وقعت فى باريس وبلجيكا وأماكن أخرى من قبل الإرهابيين التابعين لـ"داعش" والمتعاطفين معه، ما أسفر عن مقتل مئات الأشخاص.


3- ترك الحرية لقادة الميادين الحربية باتخاذ القرارات

كما أثنى دونفورد على قرار ترامب بتسليح الأكراد السوريين والسماح للمستشارين الأمريكيين بالانتشار على مستوى الكتيبة، وحول التفويض الجديد للسلطة قال ماتيس:"لم يعد هناك تباطؤ فى دورات القرار، حيث لم يعد يتعين على واشنطن أن تأذن بحركات تكتيكية على الأرض"، ويعد هذا التصريح بمثابة توبيخ واضح لإدارة الرئيس السابق باراك أوباما الذى انتقده بعض المسئولين العسكريين بسبب الإدارة الدقيقة التكتيكية للقرارات فى ميادين المعارك. ورغم أن تنظيم داعش فقد 55% من الأراضى التى كان يحتلها فى العراق وسوريا، وأن أكثر من 4 ملايين شخص تم تحريرهم من سيطرته، لا يزال هناك كثير مما ينبغى عمله لطرد التنظيم بالكامل من معقله بالموصل، بشمال العراق، وعلاوة على ذلك، فإن معركة الرقة، عاصمة الجماعة، بالكاد بدأت.


4- مشروع إلكترونى ذكى للكشف عن الإرهابيين فى سوريا والعراق

يذكر أن جريدة دايلى ميل، نشرت منذ عدة أيام تفاصيل مشروع تكنولوجى جديد يساعد القوات الأمريكية فى حربها على تنظيم داعش، وبحسب الجريدة البريطانية كشفت وزارة الدفاع الأمريكية عن نظام جديد للأنظمة الذكية يهدف إلى البحث عن عناصر داعش فى العراق وسوريا. يطلق على هذا النظام الجديد اسم مشروع مافين، والقائم على تحليل الفيديو والمراقبة الجوية للبحث عن الأنماط، التى يمكن أن تساعد المشغلين على تحديد أماكن مقاتلى داعش بدقة، وبدأت عملية التفكير فى المشروع بسبب عدم قدرة محللى الاستخبارات العسكرية والمدنية على تحليل الفيديوهات والصور التى يتم التقاطها للتنظيم باستخدام الطائرات بدون طيار بسبب حجمها الضخم وصعوبة تصنيفها على نحو دقيق، فى هذا الإطار، تسعى وزارة الدفاع الأمريكية لتوفير حلول ذكية لهذه المشكلة كما صرح الجنرال جون شاناهان مدير المخابرات الدفاعية لدعم مقاتلى الحرب والرجل المكلف بتنفيذ مشروع مافين.