إيمان كمال تكتب: "نجوم التيك اواى"

مقالات الرأي



(لا تعطنى لقبا.. لكن علمنى التمثيل).. فلا أحد كبيرا على التعلم.. ومهما عظمت الموهبة فالخبرة هى المفتاح والباب المنطقى للوصول للنجومية.. فلا يوجد فنان «نجم بالفطرة» وإن كان لكل قاعدة شواذ بالتأكيد.. فحينما ظهرت سعاد حسنى فى (حسن ونعيمة) ولدت نجمة، وإن كان اسمها ظل يكتب «سعاد حسنى» دون ألقاب ما عدا استثناءات بسيطة لاتكاد تذكر.

فاتن حمامة.. عماد حمدى.. نادية لطفى.. شكرى سرحان.. أحمد رمزى وليلى طاهر وعقيلة راتب واسماء كثيرة شاركت فى فيلم (لا تطفئ الشمس) ولم يكن من الصعب اطلاقا صناعة تتر يليق بكل هذه الاسماء التى وضعت بسلاسة دون أى خلافات أو ما شابه ودون تمجيد وتعظيم وتبجيل لأى منهم، بالرغم من أن الجميع بلا استثناء قدموا بطولات.

فى رواية عن عمر الشريف حينما عاد إلى مصر لكى يشارك فى فيلم (ضحك ولعب وجد وحب) 1993 ليقدم شخصية والد عمرو دياب كان رافضا وضع اسمه قبل أبطال الفيلم سواء عمرو أو يسرا وقتها، حتى إن اسمه على الافيش وضع دون أن تسبقه كلمة نجم عالمى أو حتى نجم.. ولم ينتقص ذلك من حجم وقدر نجوميته..

فى أفلام مثل ابن حميدو واعترافات زوج وأعمال عديدة وضع اسم أحمد رمزى الذى شارك فى الأعمال دون أن تسبقه كلمة (نجم) ونفس الحال مع أحمد مظهر فى (غرام الأسياد).. نجوم ونجمات خلدتهم السينما وساهموا فى صناعة الفن المصرى دون أن يسبق اسماءهم على التترات أى نوع من التبجيل أو التعظيم فكان الأمر فى غاية البساطة والتقدير فى الوقت نفسه.

فى السنوات الأخيرة اصبحت الألقاب والنجومية «بروش» لأى فنان يشارك فى عمل درامى أو سينمائى، فمشاركة أكثر من فنان فى عمل جعل المنتجين يلجأون للتبجيل والمبالغة فى بعض الأحيان، تغاضيا للموقف، فمثلا فى مسلسل (الحساب يجمع) ليسرا وبعد كتابة اسمها دون ألقاب ولأن أحمد فهمى كتب بعدها، يبدو أن شركة الانتاج قررت أن تضيف النجم للفنان محمود عبدالمغنى كتعويض عن كتابته بعد فهمى، وإن كان الأمر نفسه لم يحدث مع ايمان العاصى أو المطربة بوسى بالرغم من أن كلا منهما قدمت بطولات.

أما «النجمة هند عبدالحليم» فى مسلسل «30 يوم» فحاولت التعرف على البطولات التى قدمتها أو اعمالها التى أهلتها لتحصل على لقب «نجمة» فلم أجد سوى عملين فى مشوارها فى دراما العام الماضى،أما الفنانة ريم مصطفى التى ظهرت قبل عامين تقريبا فيبدو أن صناع كلبش قرروا صناعة نجوميتها ووضع «نجمة» قبل اسمها، والأمر تكرر نفسه مع المطرب دياب فى كلبش ايضا والنجم أحمد قنديل فى «الزيبق» ونماذج كثيرة تملأ التترات الرمضانية وهو ما يدفع للتساؤل: ما المعايير التى يبنى عليها تتر أى عمل درامى؟ وما المعيار الذى يتوج من خلاله أى فنان بلقب نجم؟ وكيف يمكن لوجه جديد بالكاد يتعرف عليه الجمهور ان يحصل على لقب نجم قبل أن يترك أى بصمة؟

أم أن اللقب اصبح مجرد ترضية ووسيلة أسرع للشهرة «التيك اواى» فلم يعد يحمل القيمة الحقيقية التى اعتدنا عليها من فنانين استحقوا بجدارة لقب «نجم» دون أن يضعوه على تترات أعمالهم.