صوفيا إسماعيل تكتب: سلاما إلى روح جدتي النقية

ركن القراء

صوفيا إسماعيل
صوفيا إسماعيل


جدتي، الحنان الذي لا يفنى ولكنه يستحدث من العدم

كلما تضيق على الدنيا بما فيها اتذكرها ، استعيد شعوري وهي تضمني بين احضانها، اتذكر ابتسامتها الحنونة، علني استطيع مواصلة الحياة، ولكنني لا أريد هذة الحياة أريد ان انتقل إلى العالم الاخر ، حيث لا مكان للحقد أو الكراهية والأهم انني سأكون بجوارها، الشئ المؤكد بالنسبة لي انها تنعم بالجنة ، وهل يمكن لملاك على هيئة بشر أن يكون موجود في مكان اخر سوى الجنة، من الممكن أن لا يكون هو مكاني، ولكنني اثق ان الله الرحيم لن يحرمني منها مرة أخرى ، وسأطلب منه ذلك، سأقول يالله لقد سئمت الدنيا والبشر وكل شيء ولا أريد سوى أن أعيش داخل أحضان جدتي.

جدتي هي محور حياتي ورحيلها كان بداية تشكيل وجداني ومعرفتي بالعالم الاخر، لانني قبل رحيلها كنت اري العالم من خلالها ومن خلال نظرتها وحكمها على الامور.

ولكن لأن حال الدنيا هو اللقاء والفراق ، فلازالت انتظر اللقاء القريب الأبدي، كي أنعم بالحياة الحقيقية مرة أخرى، حتى أعود طفلة تطير فرحا عند شراء فستان جديد، أو حذاء مختلف، أو حتى لعبة صغيرة، اتذكر عندما كنت في العاشرة من عمري، رأيت فستانا جميلا على فتاة صغيرة في المدرسة، ولم افصح لأحد عن اعجابي بهذا الفستان الرقيق الجميل، ولكن الغريب إن بعد يومين وجدت جدتي الغالية تحضر لي فستانا جميلا يشبهه تماما ولكنه أجمل بألوانه الزاهية المشرقة، كم سعدت في حينها، كنت ارقص من السعادة ولكن سعادة الطفلة التى منحها الله فستانا جديدا، ولكنني لم أكن اعرف كيف عرفت جدتي إن الفستان كان يعجبني على الفتاة الصغيرة، ولكن بعد مرور الوقت عرفت كم كانت ارواحنا متواصلة إلى هذا الحد.

ومن دلالات الوصل الروحي بيننا ، كنت قادمة ذات يوم من المدرسة وكنت ابكي، بسبب مشكلة ما، ووجدت جدتي تستيقظ من نومها على صوت طرقى لباب المنزل، وهي تعلم أنني قادمة وباكية، وفي هذه اللحظة القيت كل احزاني ودموعي في حضنها الدافئ، وقالت لي بصوت حنون لا يمكنني نسيانه، كنتي في منامي، ورأيتك تبكين، فها هي جدتي، تشعر بي وترآني في منامها، فهنيئا لي.

لا أعرف متى سنلتقى، ولكن الشئ الوحيد المؤكد بالنسبة لي، هو وجودك معي في كل لحظة، بروحك النقية الطاهرة، وملامحك الطيبة، المحفورة في قلبي، أريد أن اخبرك بالسعادة التى تغمرني عندما يقول لي الناس بأنني اشبهك في الملامح أو الروح، وأقول ضاحكة، ليتني أكون 1% من حنانها وطيبتها وانسانيتها، يا جدتي كم اشتاق إليك، فسلاما لروحك النقية، وألف قبلة تحت قدميك، وعلى جبينك.