في ذكرى ميلاد مها صبري.. قصص الدجل والسياسية في حياة مطربة "ماتزوقيني يا ماما"

الفجر الفني

مها صبري
مها صبري


"ماتزوقيني يا ماما" أغنية لها مكانتها لدى الجمهور منذ سنوات طويلة، وما زالت أحد أهم الطقوس في مناسبات الأفراح حتى الأن، ولكن قد تبقى الذكرى ويرحل أصحابها، ففي ١٦ ديسمبر عام ١٩٨٩، رحلت الفنانة ذات الوجه الجميل والصوت العذب مها صبري، عن عالمنا، بعد صراع طويل مع المرض، بدأ بإصابتها بقرحة شديدة في المعدة، استمرت معها لمدة أربع سنوات، عانت في أخرها من غيبوبة الكبد، التي أعلنت عن فراقها للحياة تماما.

 

وتعود قصة مرضها الشديد، إلى انسياقها وراء حديث جارتها، التي تعرفت عليها قبل وفاتها بوقت طويل، وأقنعتها الجارة بالذهاب إلى الدجالين، بدعوة أنهم يملكون قدرات خاصة في التحصين، واستجابت الفنانة لحديثها وتقربت منهم، وأصبح منزلها مكانا مفتوحا لاستقبال هؤلاء الدجالين، حتى أقنعها أحدهم بتناول "الزئبق الأحمر"، للتخلص من جميع الأمراض، وأكدت ابنتها من خلال حوار صحفي بعد وفاة الأم، أن والدتها أنفقت جزء كبير من ثروتها على هذه الخرافات.

 

شهور وسنوات عانت مها صبري، خلالهم، من أمراضها، التي تسبب فيها تناولها لـ"الزئبق الأحمر" اللعين، فلجأت ابنتها إلى الشيخ محمد متولي الشعراوي، ليقدم لوالدتها نصائح بالابتعاد عن الدجالين، وعدم تناول الأعشاب التي يقومون بوصفها، لكنها كانت أصيبت بمرض التهاب الكبد، ومن هنا اكتشفت حقيقة خداع جارتها لها، ولكن الأخيرة هددتها بالقتل في حال كشفها الأمر، وأجبرتها على توقيع شيك بمبلغ ٢٠ مليون جنيها من ثروتها، وظلت هكذا حتى رحلت عن عالمنا.

 

حب من النظرة الأولى، نشب بين مها صبري، وزوجها الرابع اللواء علي شفيق، مدير مكتب المشير عبدالحكيم عامر، عندما التقا للمرة الأولى في حفلها بمدينة بورسعيد، بمناسبة الاحتفال بعيد الثورة، وقرر الزواج منها ووافقت هي على شرطه الوحيد لإتمام الزيجة، وهو اعتزالها الفن بشكل نهائي، وبعد سنوات من الزواج، قامت نكسة عام ١٩٦٧، وتعرض زوجها للإقامة الجبرية، وبعد وفاة الرئيس جمال عبد الناصر، اتخذا قرار السفر إلى لندن، وعمل الزوج بتجارة السلاح، وتم اغتياله بعد وقت قصير.

 

يحل اليوم الإثنين، ذكرى ميلاد الفنانة مها صبري، في ٢٢ مايو عام ١٩٣٢، وتميزت بجمالها وخفة ظلها على الشاشة، وقدراتها التمثيلية التي أظهرتها في عدد من الأفلام، ومنها "لقمة العيش، حكاية غرام، إسماعيل يس قِس السجن، حسن وماريكا، منتهى الفرح، حكاية العمر كله، عودة الحياة، أحلام البنات، وبين القصرين"، وأخر أفلامها هو "ياما انت كريم يا رب" مع الفنان فريد شوقي.