أحمد شوبير يكتب: الأهلى والبدرى.. بداية أم نهاية؟

الفجر الرياضي




■ إذا أراد البدرى الاستمرار فعليه بالهدوء.. لا يصح أن يمتنع اللاعبون عن التصريحات بينما الكبار يتحدثون


فجأة ودون أى مقدمات بات حسام البدرى المدير الفنى للنادى الأهلى حديث الصباح والمساء داخل كل وسائل الإعلام، وذلك بسبب حوار صحفى أجراه ومداخلة تليفزيونية قام بها للزميل سيف زاهر، لتشتعل الأجواء داخل أركان النادى الأهلى خصوصاً أن البعض داخل مجلس الإدارة يرى أنه لولا وجود هذا المجلس لما عاد البدرى مرة أخرى لتدريب النادى الأهلى بعد أن أصدر مجلس الإدارة السابق بياناً أعلن فيه أنه لن يستعين بالبدرى مجددا لتدريب الأهلى نظرا لأنه- من وجهة نظرهم- هرب من تدريب الفريق وفضل الرحيل إلى ليبيا نظرا للعرض المادى المغرى فى ذلك الوقت.

ورغم أن البدرى أكد مراراً وتكرارا أن هذا الأمر لم يحدث وأنه أخبر المجلس السابق بنيته فى الرحيل إلا أن العلاقة ساءت تماما، ولولا الانتخابات السابقة التى أتت بمجلس الإدارة بقيادة المهندس محمود طاهر لما دخل البدرى النادى الأهلى مرة أخرى، وهذا ليس عيباً فهى وجهات نظر وقناعات تامة ولا شك أن حسام البدرى من المدربين المصريين المحترمين الذى وضع بصمته داخل فريق النادى الأهلى وحقق معه العديد من البطولات، ولعل آخرها بطولة الدورى العام هذا الموسم.

نعود إلى أصل الحكاية والخلاف الدائر الآن بين البدرى ومجلس إدارة الأهلى، الذى أجد أن البدرى جانبه الصواب حينما أدلى بتصريحات تليفزيونية وصحفية فى توقيت غير مناسب على الإطلاق، وأنه كان من الأولى ألا يتكلم مطلقاً أسوة بما فرضه هو شخصيا على لاعبيه بعدم التحدث نهائياً للإعلام لمزيد من التركيز وحسم البطولة المحلية مبكرا، ثم التفرغ للبطولة الإفريقية، ولكن البدرى فاجأنا جميعاً بحوارات لم أجد لها معنى حتى الآن وهذا ما سبب المشكلة مع مجلس إدارة الأهلى، الذى قد أصدر قرارا قبلها بأيام بزيادة هائلة فى راتب البدرى وهو ما أعتقد أنه كان خطأ كبيراً من المجلس، إذ إن البدرى مرتبط بتعاقد مع الأهلى والموسم على وشك النهاية لذا أرى أنه كان من الأفضل أن يتريث المجلس لنهاية الموسم ثم يقرر الزيادة المناسبة للبدرى وجهازه المعاون.

أيضا أرى أن مقارنة البدرى نفسه بالمدربين الأجانب هى مقارنة ظالمة له وللمجلس، فالكل يعلم أن التعاقد مع الأجانب له جوانب أخرى ثم إن العقد هو شريعة المتعاقدين وطالما قبل كل منهما صيغة العقد وبنوده لم يكن هناك أى مبرر لتعديله أو تغييره فى وسط الموسم، لأن هذا هو ما ينطبق تماماً على موقف اللاعبين وإن كان الأهلى يرى أن البدرى رجل المرحلة القادمة كان لزاما عليه أن يعلن التجديد لعامين قادمين للبدرى تقديرا للنتائج التى تحققت معه إن كانت هذه هى رؤية مجلس الإدارة، أما سياسة الإرضاء والبعد عن وجع الدماغ فهى التى تصل بالجميع فى النهاية إلى وجع الدماغ نفسه.

وأيضا لا يمكن أن ننسى أن البدرى رضخ غصب عنه ووافق على الاشتراك فى البطولة العربية على الرغم من شرحه الطويل لمجلس الإدارة أن هذه البطولة ستكون مرهقة جداً من الجانب الفنى والبدنى على الفريق، وأن أضرارها أكبر بكثير من فوائدها، ولكن دون جدوى لأن هناك أهدافاً أخرى تتحقق من خلال مشاركة الأهلى فى البطولة، وأكيد وضرورى أن محمود طاهر شرحها للبدرى فوافق مرغما على الاشتراك لكنه اشترط عدم محاسبته من الجانب الفنى على نتائجها وأخبر بذلك مجلس الإدارة الذى وعده بإعلان ذلك للرأى العام فى حينه.

ولا يخفى على أحد أن هناك حالة من عدم الانسجام بين البدرى ولجنة الكرة والتى تضم الشيخ طه إسماعيل والكابتن أنور سلامة لدرجة مقاطعته أى اجتماعات يحضرها الثنائى بحجة أن الأول يهاجمه تليفزيونياً وأن الثانى يحاول أن يتدخل فى عمله.

وأخيرا غضب البدرى الشديد نتيجة اجباره على الاعتذار لحكم مباراة فريقه مع الإنتاج الحربى لتجنب عقوبة مغلظة عليه وهو أيضا ما وافق عليه مرغما ثم غضب لأنه كان يفضل عدم الاعتذار لأنه من وجهة نظره لم يخطئ ولكن ضغوط المهندس هانى أبوريدة على محمود طاهر أجبرته على هذا السيناريو.

الأيام المقبلة ستحمل المزيد من المفاجآت ونتائج الأهلى إفريقيا وفى كأس مصر ستكون لها الكلمة العليا فى بقاء البدرى من رحيله.