هانى سامى يكتب: قطر بـ10 أفلام في مهرجان "كان" والتضامن الاجتماعي تحفظ وجه مصر بفيلم يتيم

الفجر الفني

هانى سامى
هانى سامى


جرح جديد يضاف لجروح السينما المصرية التي بات جسدها يئن ولا يجد سوى الله يشكو له جراء ما يحدث له من الدولة بكل جهاتها المسئولة عنها قبل أي شخص من صناعها، فقطر الدولة التى لم يتعدى عمرها ستون عاما وعدد سكان اصغر شوارع منطقة شبرا اكبر من عدد سكانها تشارك فى مهرجان دولى كبير مثل "كان" بعشرة أفلام ونحن مصر الدولة العريقة فى السينما والتى كانت قبلة العرب وإفريقيا سينمائيا تشارك فى نفس المهرجان بفيلم.

 

نعم المعلومة صحيحة قطر تشارك فى مهرجان كان السينمائى الدولى بـ 10 أفلام دفعة واحدة وفى مسابقات مختلفة منها "نظرة ما"، "سوق المهرجان" والأفلام هى "أسطورة الخيل العربية"، "الجوهرة"، "مخبز"، "كشتة"، "سمجة"، "حمر"، "دنيا"، "شيشبرك"، "طيارة دانة"، "بين العلم والدين"، اما مصر فتشارك بفيلم تسجيلى يتيم اسمه "مستورة" قامت بإنتاجه وزارة التضامن الاجتماعي الجهة التى لا علاقة لها بالسينما، ويعرض الفيلم المصرى ضمن برنامج الفيلم القصير على هامش مهرجان "كان".

 

المخرج المصرى يوسف شاهين صاحب أقوى مشاركة رسمية فى مهرجان كان على مدار تاريخه حيث بلغت إسهاماته نحو ستة أفلام شاركت فى المسابقة الرسمية للمهرجان الدولى الكبير وهم "ابن النيل"، "صراع فى الوادى"، "الأرض"، "العصفور"، "الوداع يا بونابرت"، "المصير" وجاءت تلك المشاركات الرسمية لمصر وشاهين من عام 1985 وحتى 2004 ولكن فى منتصف الرحلة منح المهرجان مخرجنا الكبير جائزة تذكارية فى اليوبيل الذهبى عام 1997، ومنذ رحيل شاهين لم يشارك فيلم مصرى فى المسابقة الرسمية لمهرجان "كان" حيث جاءت مشاركة  فيلم "عمارة يعقوبيان" عام 2006 مخيبة للآمال بعد ان رفض المهرجان عرضه فى المسابقة الرسمية ومن بعده فيلم "ليلة البيبى دول" كما جاءت مشاركة فيلم "فتاة المصنع" باهتة للغاية ومن بعده فيلم "اشتباك" العام الماضى ولم يحفظ لمصر ماء وجهها فى الدورات الأخيرة من مهرجان كان سوى المشاركة الرسمية لفيلم "بعد الموقعة" قبل أربع سنوات.

 

رغم تاريخنا العريق فى المشاركة بمهرجان "كان" والتى رغم أنها إسهامات غير رسمية وللتمثيل المشرف إلا أنها كانت مشاركات تضمن التواجد لاسم مصر داخل أروقة المهرجان السينمائى العتيق الذى تركناه هذا العام لنجد وزارة خدمية هى التى تقدم وتشارك بفيلم تسجيلى فى احدى مسابقات المهرجان وهذا لا يعيب وزارة التضامن الاجتماعى على الإطلاق ولكنه يفضح إهمال وغفلة المسئولين فى مصر عن صناعة كانت هى الثانية فى ترتيبها من حيث الدخل القومى وهى السينما فى الوقت الذى تتقدم فيه قطر دورة بعد الاخرى فى المهرجان حتى وصل مشاركتها لعشرة أفلام دفعة واحدة فى دورة العام 2017 والتى تبدأ فاعلياتها يوم الأربعاء المقبل 17 مايو الجارى، والأمر هنا بعيد عن اى خلاف سياسى بين مصر وقطر ولكن له علاقة بدولة رائدة تراجعت آلاف الخطوات للخلف وأخرى حديثة النشأة تتقدم بسرعة الصاروخ للأمام.

 

أتساءل عن دور جهاز السينما، المركز القومى للسينما، غرفة صناعة السينما ومدينة الإنتاج الإعلامي وقبلهم رئاسة الوزراء ووزارة الثقافة فيما يحدث للسينما المصرية ولو احد التفت للصرخات التى أطلقها المخرج مسعد فودة نقيب السينمائيين فى مصر لكان انتابهم الرعب على مصير السينما ووعوا جيدا أن الجميع بات يترقب مراسم الجنازة لإعلان مقتل السينما المصرية بفعل فاعل.