محمد إبراهيم طعيمة يكتب: نصيحة إلى صديقي عمرو سعد

كثيرًا ما هاجمت عددًا من الفنانين لمحاولتهم توريث الفن لأبنائهم خاصة وإن كانوا ممن لا يمتلكون موهبة التمثيل، والأمثلة كثيرة ومعروفة للجميع، ولكن عمرو سعد وشقيقه المطرب أحمد سعد، وضعهما مختلف، فعمرو لم يحاول إدخال شقيقه لعالم الفن عنوة، بل إن نجاح أحمد سعد كمطرب عُرف عنه عذوبة الصوت وجمال الألحان، أجبر شقيقه على الاستعانة به في أعماله، ليقدما سوياً تحالفًا أخويًا حقق نجاحًا كبيرًا، قبل أن تحدث المفاجأة بانفصالهما بشكل أصابني شخصياً بالصدمة.

تاريخ طويل من النجاحات حققها الثنائي في أعمالهما، فالأول يبدع في التمثيل، والثاني يسانده بحلاوة صوته، وعذوبة ألحانه، وبداية من مسلسل "شارع عبدالعزيز"، والذي عرض عام 2011، ويعتبر الانطلاقة الأولى الحقيقية لعمرو سعد في الدراما التليفزيونية، فقد استعان بشقيقه ليغني له تتر المسلسل والذي حمل اسم "ادعوا له في الحرم"، من كلمات الشاعر جمال بخيت، وألحان وغناء أحمد، ففتحت الأغنية الباب أمام الجمهور ليلمسوا في العمل نوعاً مختلفاً من الفن، لممثل يخطو أولى خطواته في عالم البطولة المطلقة، وليحقق المسلسل نجاحاً كبيراً وقتها، ويفتح الباب أمام عمرو سعد لبطولات جديدة.

وتتوالى النجاحات التي حققها عمرو وأحمد في الدراما، والسينما بعد ذلك، ولعل في تجربة "دكان شحاتة" للمخرج خالد يوسف الدليل على ذلك، فقد أجبر صوت أحمد وشجن أغنياته، الجمهور على التعاطف مع عمرو ومع قضيته المتمثلة في ظلم إخوته له، وليتحولوا إلى النقيض ويعيشوا معه الرومانسية وهي يغني "على كلٍ أنا عاشق" مع نهال نبيل، بينما يعيش عمرو الحب مع هيفاء وهبي خلال أحداث الفيلم.

وفي 2016، كانت النهاية بعدما وصل أحمد وعمرو إلى قمة النجاح، بأغنية "بحبك يا صاحبي" والتي حققت أرقاماً قياسية في نسب المشاهدة على موقع "يوتيوب" واقتربت من 50 مليون مشاهدة في أقل من عام على عرض العمل، هذه الأغنية التي كانت خير دعاية للدراما الصعيدية المختلفة التي قدمها عمرو سعد في مسلسل "يونس ولد فضة"، ودفعت الملايين من الجمهور لمشاهدة العمل، الذي اعتبره النقاد واحداً من أفضل الأعمال الدرامية في العام المنقضي.

ويبدو أن مقولة عبدالحليم حافظ للسندريلا سعاد حسني وهو يبرر عدم زواجه منها، بأن "المخدة" لا يمكن أن تحمل نجمين حقيقة، حيث قرر عمرو الاستغناء عن شقيقه، في مسلسله الجديد "وضع أمني" والاستعانة بمغني يدعى "روبي" لا طعم لصوته ولا لون، ليقدم أغنية الدعاية الخاصة بالعمل والتي حملت اسم "أنا جبل"، والتي أتمنى أن تحقق ثمن ما حققته أغنية "بحبك يا صاحبي".

ونصيحتي لصديقي عمرو سعد بأن يعيد حساباته مرة أخرى، ويسترجع التحالف الأخوي الذي كان يحسده عليه الجميع، ولا يلتفت لتلك الشائعات الخبيثة التي انتشرت مؤخراً، وكانت أحد أسباب الانفصال.