"زي النهاردة".. الفتح الإسلامي لمصر على يد عمرو بن العاص

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


عانى أهل مصر قبل الفتح الإسلامي، من اضطهاد الروم، وخاصةً المسيحيين، وينتظرونَ مَنْ يُخَلِّصُهم، ونظرًا لإدارك عُمَرُ بنُ الخطاب أنَّ سيطرة المسلمين على بلادِ الشام لن تكتمل، ما دام هناك أسطولٌ للروم في البحر المتوسط، يعتمد في قواعدِه على مصر، فضلاً عن التكامل الأمني بين مصرَ وبلادِ الشام والجزيرة العربية، رضخ لمطلب عمرو بن العاص، وتمكن من فتح مصر وحصار نابليون، في مثل هذا اليوم 16 أبريل 641م.

 

عمر بن العاص يقنع الخليفة

زار عمرو بن العاص، مصر كثيرًا قبل الفتح، نظرًا لتجارته فيها، وحينما تولى عمر بن الخطاب رضي الله عنه الخلافة، فاتحه عمرو في أمر فتح مصر أكثر من مرة، حتى وافقه عمر، لإداركه أنَّ سيطرة المسلمين على بلادِ الشام لن تكتمل، ما دام هناك أسطولٌ للروم في البحر المتوسط، يعتمد في قواعدِه على مصر، فضلاً عن التكامل الأمني بين مصرَ وبلادِ الشام والجزيرة العربية.

 

عمرو بن العاص يفتح مصر

وإثر موافقة "عمر"، سار "بن العاص"، بجيش مكون من 4 آلاف رجل وعبر بهم من فلسطين إلى العريش، ومر ببئر المساعيد، ونظرًا لعدمِ وجودِ حاميات للروم على الطريق بعد العريش، تمكن عمروُ بنُ العاص من اجتيازِ سَيْنَاء سريعًا، ووصل إلى منطقة بئر العبد. 

 

فرما

وبالرغم من تحصين الروم لفرما، وحشد قوات كبيرة فيها، إلا أنه جرت فيها اشتباكاتٌ مع المسلمين استمرت نحو شهر، هُزمت قواتُ الروم، وتم فتح الفَرَما يوم الخامس والعشرين من صفر عام عشرين للهجرة.

 

بلبيس

أما منطقة بلبيس، فيها حاميةٌ قوية للروم، وتعتبر المحطة المُحَصَّنةُ التالية بعد الفَرَما، خاض فيها المسلمون ثاني معركة مهمة من معاركِ فتح مصر، استمرت نحو شهر، إلى أن تم فتحها في جُمادَى الأولى سنة عشرين للهجرة.

 

القاهرة

وبعد فتح بلبيس، أصبح الطريقُ أمامَ عَمْروٍ سالكةً إلى موقعِ مدينةِ القاهرةِ الحالية، وكانت المحطةُ التالية قريةً على الطريق إلى حصن بابليون في موقع حي العباسية الآن، تسمى أُمّ دِنِين.

 

أم دنين

قبل أن يصل عمروُ بن العاص إلى أُمٍّ دِنِين، بلغته الأنباءُ عن حشودٍ ضخمةٍ للروم، فأرسل إلى عمرَ بنِ الخطاب يطلبُ المَدَد.

 

بعد وصول هذه القوةِ الجديدة أعاد عمروُ بن العاص تشكيلَ قواته، لتواجِهَ حشود الروم في أكثرَ من منطقة، ووقعتْ أكبر مواجهةٍ حتى الآن في منطقةِ ميدان العباسية، تمَّ فيها النصرُ لقوات عَمْرو.

 

حصن نابليون

وبعد معركة أُمٍّ دِنِين، تجمعت قواتُ الروم في حصن بابليون، وفي الطريق إليه خاض المسلمون معركةً محدودة، فيما يعرف الآن بميدان رمسيس.

 

أما المواجهةُ الحاسمة في فتح مصر، هي تلك التي خاضها جيشُ "بن العاص" أمامَ حصنِ بابليون، حيث ضربَ الجيش خيامه هناك واستعد لتلكَ المُنازلة الكبرى، وهكذا سقط حصنُ بابليون في يدِ "بنِ العاص" بعد حصارٍ دامَ نحوَ سبعة أشهر، في الثامنَ عشر من ربيع الثاني سنة عشرين للهجرة، وكان سقوطُه إعلانا رسميًا بفتح مصر.

 

عمرو بن العاص يتولي حكم مصر

وبعد إتمام فتح مصر، تولى عمرو بن العاص، حكم مصر، وشرع في بناء عاصمة مصر بدلًا من الإسكندرية، وجعل موضعها عند حصن بابليون، ليبني حاضرته الجديدة وأسماها الفسطاط.

 

ثم سار عمرو بن العاص بجيشه تجاه برقة و كان يسكنها البربر الذين عانوا طويلًا من طغيان الروم،  فتفاوض عمرو مع زعماء البربر الذين رحبوا بالفتح الإسلامي العربي ووافقوا علي دفع الخراج لعمرو و كان حوالي 13 ألف درهم و كان ذلك عام 643م.

 

ودامت ولاية عمرو بن العاص، الأولى على مصر حوالي أربع سنوات، حتى عزله عثمان بن عفان، ولكنه سيعود لولاية مصر في عهد الخليفة الأموي معاوية بن أبي سفيان.