تفاصيل اللحظات الأخيرة في حياة أمينة رزق

الفجر الفني

الفنانة أمينة رزق
الفنانة أمينة رزق


يوافق اليوم، السبت، ذكرى ميلاد "راهبة الفن"، أشهر من قدم دور الأم على الشاشة المصرية الفنانة الراحلة أمينة رزق، فقد ولدت في مدينة طنطا في مثل هذا اليوم من عام 1910، كرمها ثلاثة رؤساء اعترافا بدورها ومشوارها الفني الذي امتد إلى مايقرب من 75 عاما، ومنحها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى، كما كرمها السادات بمنحها معاشا استثنائيا، أمر  الرئيس الأسبق حسني مبارك بتعيينها عضوا في مجلس الشورى.

 

عانت أمينة رزق بعد مشوارها الفني الطويل، وفي أيامها الأخيرة، من المرض الذي جعلها تسكن بمستشفي القصر العيني، وحولت غرفتها في المستشفى إلى مسجد للتعبد والتقرب إلى الله.

 

ورفضت أمينة رزق بأن يتم تحويل جسدها إلى حقل تجارب بين الأطباء، فقد حاول الأطباء في البداية إقناعها بأنها تمر بوعكة صحية عادية، ولكنهم فوجئوا بأنها على استعداد لسماع أي نبأ عن مرضها، وبالتالي حاول الأطباء إقناعها بضرورة العلاج بالإشعاع، لكنها ظلت تماطل في قبول الأمر.

 

طلبت أمينة رزق إجراء مزيد من الفحوصات على أمل أن يكذب القدر وجهة نظر الأطباء، وتنجو من تلك العلاجات، وبعد أن تأكدت من أن الوحش الكبير تسلل إلى جسدها، رفضت أن تمتثل للعلاج بل قامت بفرض عزلة على نفسها في المستشفى، حيث طلبت من الأطباء نقلها إلى غرفة بعيدة عن الأصوات والمصاعد، ورفضت تغيير طاقم التمريض الخاص بها الذي تعامل معها منذ دخولها المستشفى، كما رفضت الزيارات من الوسط الفني ومن أصدقائها أيضا، وكتبت ورقة اعتذار رقيقة للجميع لعدم استقبالهم .

 

ولم تسمح أمينة رزق لأحد بزيارتها سوى الفنانة ليلى فوزي، والفنانة معالي زايد والتي كانت قد تقربت منها في العشر سنوات الأخيرة من حياتها.

 

وكانت الراحلة معالي زايد تقوم بقراءة القرآن لها، وكانت آخر كتاب أهدته لها قبل وفاتها بأيام قليلة يحمل اسم "الصلاة علي خير البرية"، حيث كانت أمينة رزق تنحي بزجاجة المحلول المعلقة بذراعها اليمني جانبا وتشرع في الصلاة، وكلما دخل عليها طبيب أو ممرضة كانت تردد "كدة تمام ..كدة كفاية"، لترحل سيدة المسرح في 24 أغسطس عام 2003 عن عمر ناهز الـ 93 عاما.