حب من أول نظرة.. 6 مواقف غرامية بين سيدة القصر "تحية كاظم" وجمال عبدالناصر

تقارير وحوارات

تحية كاظم وجمال عبدالناصر
تحية كاظم وجمال عبدالناصر


"لقد عشت ثمانية عشر عاما لم تهزني رئاسة الجمهورية ولا زوجة رئيس الجمهورية.. وكل ما أرجوه أن أرقد بجواره"..بهذه الكلمات ودّعت سيدة مصر الأولى "تحية كاظم" زوجها الراحل عبد الناصر، بعد 18 عام من الحب المتبادل، الذي لم تعكره مسئوليات الرئاسة.

تحية محمد كاظم، زوجة الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر وقد تزوجها في عام 1944 ووالدها في الأصل من رعايا إيران، تعرف عليها في الإسكندرية فقد كان جمال عبد الناصر صديق والدها تاجر السجاد الميسور الحال، عاش معها حياة سعيدة قبل وبعد توليه حكم مصر، وأنجبت له منى، هدى، خالد، عبد الحكيم، عبد الحميد، وتوفيت في عام 1992 ودفنت بجوار زوجها الزعيم الراحل حسب وصيتها.

كانت سيدة مصر الأولى "تحية كاظم" منذ لحظة لقائها الأول بالرئيس الراحل عبد الناصر، وهي إمرأة عاشقة محبة هادئة تعيش مع زوجها في هدوء لا تعرفه أروقة السياسة.

وفي ذكرى وفاتها التي تمر علينا اليوم، نستعرض لكم خلال السطور التالية، بعض المواقف الغرامية بين سيدة مصر الأولى وزوجها الزعيم الراحل "جمال عبد الناصر".

حب من أول نظرة.. وإصرار على الزواج
تعرف الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، على السيدة "تحية" والتي رآها عندما كان يأتى إلى منزل عائلتها بصحبة عمه وزوجته، التي كانت صديقة مقربة لوالدتها، وكان عبدالناصر صديق أخوها.

وقرر عبدالناصر الزواج من تحية فأرسل عمه وزوجته لطلب يدها، وكان في هذا التوقيت برتبة يوزباشي، ولكن شقيقة تحية الكبرى لم تكن قد تزوجت بعد، رفض طلب عبدالناصر، حتى يتم زواج الأخت الكبرى، وقد تزوجت الأخت الكبرى بالفعل.

وبعد عام من طلب عبدالناصر الزواج من تحية، ولكن شقيقها رفض طلب جمال عبدالناصر، وبالرغم من رغبة تحية في الزواج منه إلا أن تقاليد العائلة والعادات منعتها من البوح بذلك، وتوفيت والدة تحية بعدها بشهور قليلة، وأعاد جمال طلبه مرة أخرى، حيث أرسل له شقيقة تحية الكبرى لتطلب زواج جمال من تحية فوافق أخوها، وقال إن جمال صديق قديم، وهو أكثر من الأقارب.

وتقول تحية في مذكراتها التي أطلقت عليه اسم "ذكريات معه": "أقام أخي حفلة عشاء.. دعونا أقاربنا، وحضر والده، وطبعا عمه وزوجته، وألبسني الدبلة، وقال لي: إنه كتب التاريخ يوم 14 يناير.. وكان يقصد أول يوم أتى لزيارتي".

فترة الخطوبة
تؤكد تحية أن زوجها لم يكن يحب الخروج إلى أي مكان دون هدف محدد، بل كان يفضل الذهاب للسينما والمسرح، وبالأخص مسرح الريحاني، بسبب عشقها للمسرح، ثم يعودان إلى منزلها، ويتناولان العشاء برفقة أخيها، حتى 29 يونيو 1944، عندما أقام أخوها حفلة الزفاف.

وكان عبد الناصر يشعر بأن شقيق تحية يُملي عليه الشروط اللازمة، حتى يتم الزواج، ولكنه تقبل ذلك رغم طبيعته العنيدة، حتى روت السيدة تحية، بأنه في إحدى المرات عند جلوسهم على السفرة وقت الغداء، قال الرئيس لأولاده، وهو يضحك: "الوحيد في العالم الذي أملى عليّ شروطا وقبلتها هو عبد الحميد كاظم".

يوم الزواج الأول
منذ اليوم الأول لزواج الرئيس الراحل جمال عبد الناصر والسيدة تحية وهو زوج مثالي وحبيب وهو ما جعل السيدة تحية لا تشعر بأن عبد الناصر يعاملها كغيره من الرؤساء.

تروي السيدة تحية تفاصيل اليوم لزواجها في مذكراتها، مشيرة أن جمال كان زوجا مثاليا، حمل عروسه إلى داخل الشقة، التي لم تكن رأتها من قبل، لكنها كانت جميلة، أعجبها فيها غرفها الخمس، وأثاثها البسيط، ولم تكن تشعر بنقص أي شيء من الذي اعتادت عليه من ثراء أبيها وأخيها.

إحراج عبد الناصر لزوجة ملك اليونان
ومن أكثر المواقف التي أبرزت حبّ الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، لزوجته تحية كاظم، موقف الرئيس مع زوجة ملك اليونان عام 1960 أثناء زيارته الرسمية هناك، فقد روت تحية في مذكراتها قائلة: "وقفت الملكة زوجة ملك اليونان حينها، بجوار الرئيس عبد الناصر لتتأبط ذراعه وتمشي بجواره، فقال لها: سأمشي بجوار الملك وأنت تمشين بجوار زوجتي، فسألته الملكة: وماذا لو تأبطت ذراعك؟! قال لها: إنني أخجل.. فرجعت الملكة ووقفت بجواري وقالت لي بالإنكليزية: أعطني يدك أو آخذ يد زوجك".  

الوداع الأخير ووصية الزوجة
وحزنت السيدة تحية كثيراً بعد وفاة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ولم ترتدي سوى اللون الأسود حتى لحقت به، وقالت في مذكراتها:  "لقد عشت ثمانية عشر عاما لم تهزني رئاسة الجمهورية ولا زوجة رئيس الجمهورية، ولن أطلب منكم أي شىء أبدا.. أريد أن يجهز لي مكان بجوار الرئيس لأكون بجانبه.. وكل ما أرجوه أن أرقد بجواره".. تحية جمال عبدالناصر".

وفاء الزوجة العاشقة
كما بدأت مذكراتها بعد وفاته بهذه الكلمات:  "زوجي الحبيب، لم تمر عليَّ دقائق إلا وأنا حزينة، وأنت أمام عيني في كل لحظة عشتها معك، صوتك.. صورتك المشرقة.. إنسانياتك.. كفاحك.. جهادك.. كلامك.. أقوالك.. خطبك.. مع الذكريات أبكيك بالدموع أو أختنق بالبكاء".