باولينيو

الفجر الرياضي

باولينيو
باولينيو


 

لم يتقبّل باولينيو مسألة انتهاء مسيرته الدولية في صفوف المنتخب البرازيلي، أو على الأقل لم يكن مرتاحاً للطريقة التي انتهت بها.

 

قبل سنوات قليلة، كان قد سمع إشادة كبيرة من أحد زملائه السابقين في صفوف كورينثيانز عن مباراته الأخيرة في صفوف السيليساو. فقد انتهت رقصة رونالدو الأخيرة مع المنتخب البرازيلي ببكاء كثيرين، برسالات مؤثرة ولقطة للمهاجم فريد وهو يحتفل بالهدف الوحيد في مرمى رومانيا، في حين كان "إل فينومينو" يلوّح باتجاه الجمهور محتفلاً. لم يتوقع باولينيو إطلاقاً هذه الإحتفالات والسجادة الحمراء، لكنه كان يحلم بالإعتزال وهو في القمة. بيد أن أيامه الاخيرة في صفوف المنتخب كانت عكس ذلك تماماً وقد بلغت الحضيض في مواجهتي ألمانيا وهولندا.

 

وسارت الأمور إلى الأسوأ بعد عودته إلى صفوف ناديه بعد كأس العالم البرازيل 2014 FIFA. فبعد أن كان الإسم الأول في التشكيلة الأساسية في صفوف توتنهام، لم يخض سوى ثلاث مباريات بإشراف المدرب الجديد ماوريسيو بوتشيتينو الذي فضّل عليه نبيل بن طالب وإيريك داير وراين مايسون. وبعد أن كان مرغوباً من أندية آرسنال، ومانشستر سيتي، ومانشستر يونايتد، وإي سي ميلان، وإنترميلان وروما، وجد نفسه فجأة شخصاً غير مرغوب فيه. وعندما أعرب جوانجزهو إيفرجراندي عن رغبته في التعاقد معه منتصف موسم 2015 لم يتردد باولينيو في تلبية النداء.

 

وقال باولينيو الذي لم يقم المدرب السابق للمنتخب البرازيلي دونجا باستدعائه أي مرة لتمثيل بلاده "الجميع اعتبر بأن ذلك وضع حداً لأي عودة محتملة، لكني على كل حال كنت قد توقفت عن الحلم باللعب في صفوف السيليساو مجدداً. كانت الأشهر الستة الأخيرة لي في صفوف توتنهام مضيعة للوقت، وكنت سعيداً لمجرد ممارسة كرة القدم مجدداً."

 

وهذا ما فعل، فبعد ستة أشهر من انتقاله إلى الدوري الصيني، نجح باولينيو في قيادة كتيبة المدرب لويز فيليبي سكولاري إلى إحراز الدوري الصيني الممتاز ودوري أبطال آسيا والتألق في كأس العالم للأندية FIFA، ووحده لويس سواريز سجل عدداً أكبر من الأهداف منه في اليابان. لم يكن تألق باولينيو في هذه البطولة أو هذه الدولة أمراً غريباً عليه. ففي المرة الأخيرة التي أقيمت فيها كأس العالم للأندية FIFA في بلاد الشمس المشرقة، تألق لاعب الوسط بشكل لافت وقاد كورينثيانز إلى إحراز اللقب على حساب تشيلسي في نهائي عام 2012.

 

كان مدربه آنذاك هو تيتي. وبالتالي عندما تولى تيتي مهمة تدريب المنتخب البرازيلي بعدها بستة أشهر، بدأ باولينيو يحلم باللحاق بالمنتخب الوطني مجدداً. وشكل استدعاء لاعب الوسط البالغ من العمر 28 عاماً صدمة للجميع إلى التشكيلة الرسمية للبرازيل ثم في التشكيلة الأساسية للمنتخب.

 

استغل باولينيو الفرصة التي أتيحت له ولم ينظر إلى الوراء إطلاقاً، فقد شلّ حركة جيمس رودريجيز خلال فوز فريقه على كولومبيا 2-1، ثم سجل عندما تغلبت البرازيل على الأرجنتين 3-0، وساهم بتحقيق البرازيل فوزها السابع توالياً في تصفيات كأس العالم FIFA للمرة الأولى في تاريخها وهو أمر كان الفريق يتطلع إلى تحقيقه في مونتيفيديو الخميس ضد أوروجواي.

 

هناك، نجح باولينيو أولاً في تحقيق التعادل للبرازيل بهدف رائع قبل أن يفرض نفسه نجماً للمباراة التي انتهت بفوز البرازيل 4-1 ويصبح أول لاعب زائر يسجل ثلاثية في أوروجواي في التصفيات. وبات أيضاً ثالث برازيلي فقط يسجل ثلاثية في مرمى لا سيليستي والأول منذ باولينيو فالنتيم خلال فوز البرازيل 3-1 في بوينوس أيريس في بطولة كوبا أمريكا 1959، ولاعب الوسط الدفاعي الأكثر تسجيلاً في صفوف سيليساو (9 أهداف) وهو رقم قياسي كان يتقاسمه سابقا فالكاو، وأليماو، وسيزار سامبايو، ودونجا وإيمرسون (جميعهم سجل 6 اهداف).

 

واعترف باولينيو بأنه "لم يخطر في بالي على الإطلاق" تسجيل ثلاثية على ملعب سنتيناريو وأضاف "كما نقول دائماً، نحن نبذل جهوداً شاقة كل يوم وهذه النتيجة لم تكن بالحظ. أريد شكر الله لهذه الفترة التي أمر بها والمساعدة التي ألقاها من زملائي."

 

وأضاف "لعبنا مباراة رائعة وحققنا فوزاً عظيماً. كنت ندرك الصعوبات التي تنتظرنا اليوم هنا. سعينا وراء الفوز لكننا حافظنا على تركيزنا، ولعبنا بأعصاب هادئة للبحث عن هذه النتيجة. يتعين علينا أن نحافظ على هذا المستوى مع تحقيق عروض رائعة. أنا واثق من أن المنتخب البرازيلي لا يزال قادراً على تقديم المزيد."

 

أما تيتي فقال "الحياة والعمر يساعدانك على النضوج. كنت أود أن أكون ناضجاً مثل باولينيو بعمر السابعة والعشرين عندما كنت لاعباً. إنه في حالة رائعة من الناحية البدنية. العرض الذي قدّمه والأهداف التي سجلها شاهدة على ذلك."

 

ربما سيحظى باولينيو بوداع كبير في النهاية.