أشهر دجال بـ"السيدة زينب".. اغتصب إحدى ضحاياه فوقع في قبضة الداخلية بعد 25 عامًا "صور"

تقارير وحوارات

بوابة الفجر




"البيضة والحجر"، ربما كان لهذا الفيلم نظرة مستقبلية عندما تناول بيع الأوهام للناس واستغلال حاجتهم للأمل وإيهامهم بالقدرة على قراءة الطالع ومعرفة الغيب، ولكن باختلاف الزمن اختلفت الأساليب فأصبحت مواقع لتواصل الاجتماعي مصيدة للدجالين لاستقطاب ضحاياهم وإيهامهم بقدرتهم على حل مشكلاتهم، وكان آخر هؤلاء أشهر دجال بمنطقة السيدة زينب والذي كان يدير صفحة على  موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" بزعم حل المشاكل الأسرية.

-دجال على مواقع التواصل الاجتماعي 
البداية عندما  تقدمت خالة فتاة تدعى "دينا .م" ببلاغا إلى المقدم "خالد سيف"، رئيس وحدة مباحث قسم شرطة السيدة زينب، مفاده غياب  ابنة شقيقتها التي تبلغ من العمر 19 عاماً منذ أسبوع وأنها متواجدة بصحبة شخص يدعى "حسن علي"  يستأجر شقة بعقار دائرة القسم ويديرها في أعمال الدجل والشعوذة والنصب على المواطنين من خلال إيهامهم عن طريق حساب خاص على مواقع التواصل الاجتماعي بقدرته على حل مشاكلهم الاجتماعية والعائلية ودرء الضرر عنهم باستخدام السحر والشعوذة  مقابل مبالغ مالية.

بإجراء التحريات تبين صحة ما ورد من معلومات، وعقب تقنين الإجراءات وإعداد الأكمنة اللازمة، تم تشكيل فريقاً من مباحث القسم يترأسه النقيب أحمد الجمال وقاموا بتتبع السيدة التى استدرجت الضحية وأوهمته أن لديها مشكلة ترغب فى حلها من أجل العثور على ابنة شقيقتها.

-كيف بدأت العلاقة بين الفتاة و"الدجال"؟
بالفعل تمكنت قوة المباحث من القبض على الدجال وبصحبته الفتاه المذكورة، وبمناقشة  الضحية أقرّت بأنها  نظرًا لمرورها بحالة نفسية سيئة لانفصال والديها قامت بترك مسكن أهليتها، وحرر بشأن غيابها المَحضر رقم 1389 لسنة 2017م إدارى مركز بلبيس.

وتواصلت مع المتهم عبر الحساب الخاص به على الإنترنت، وحضرت للإقامة طرَفَه عقب إيهامها بقدرته على علاجها وحل الخلافات العائلية، وقام بمعاشرتها جنسيًّا عدة مرات وفض غشاء بكارتها وإجبارها على التوقيع على عقد زواج عُرفي بينهما.

قالت الفتاة إنها تعرفت على "علي حسن علي" عن طريق إعلان على صفحة على الإنترنت وكان مضمون الإعلان أنه يزعم حل المشاكل الأسرية ، فأثار الإعلان فضولها لحل مشكلة طلاق والديها فقامت بالتواصل معه وروت له مشكله والديها فطلب منها أن تأتي إلي القاهرة في منطقة السيدة زينب،  وكان قد استطاع الدجال أن يجمع معلومات عن الفتاة قبل أن تأتي إلى زيارته كما اتفقا.

وطلب منها عدم أخبار أهلها عن هذه الزيارة و بالفعل جاءت الفتاة إلى القاهرة طلب منها أن تذهب معه  إلي المنزل لكي يتمكن من "فك  السحر"، وبعدها قدم لها عصير.

وتابعت الفتاة: استيقظت واكتشفت أنه اعتدى علي جنسياً حيث وضع لى المنوم بعلبة العصير فانهرت وحاول تهدئتي بأن طلب منى الذهاب إلى محام لنتزوج عرفياً  وبالفعل  تم الزواج ثم أرسل رسالة إلى أهلها  عن طريق هاتفها المحمول بأنها قد تزوجت من شخص تحبه وأنها لن تعود مرة أخرى إلى المنزل.

واستطردت الفتاة: تغيبت عن أهلى لمدة أسبوع وخلال هذه الفترة اكتشف أهلي ما حدث من خلال الرسائل المتبادلة بيني وبينه على صفحة التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، حيث اكتشفت خالتها العلاقة التى تربط ابنة شقيقتها بهذا الدجال،  وقامت بعمل صفحة وهمية علي فيس بوك وأخبرته أنها تريد أن تقابله فوافق وطلب منها أن  تأتى إلى القاهرة وذهبت خالة الفتاة  فى الموعد المتفق عليه وأبلغت قسم السيدة زينب عنه، وأبلغت رئيس المباحث خالد سيف الذي قام بتشكيل فريق يترأسه النقيب أحمد الجمال.

فقامت قوات المباحث بتتبع الدجال ومراقبته وتم القبض عليه والفتاة التى كانت متواجدة بمنزله أثناء القبض عليه.

-"الدجال" يتحدث عن نفسه 
وقابلت "الفجر" الدجال المقبوض عليه ويدعى "حسن علي" يبلغ من العمر  49 عاماً تخرج من معهد فني تجاري، واستهل الدجال حديثه بقوله: "أنا مش  جاهل ومثقف دينياً أنا صوفى وحافظ كتاب الله وبقالى 25 سنة فى المجال"، على حد تعبيره.

وأدعى الدجال أنه صوفي ويجلس في الحضرة وأنه عالم روحانى وليس دجال كما تم اتهامه، مشيراً إلى أنه يعالج زبائنه طبقاً للشرع والعلم الذى وهبه الله له على حد قوله.

- 25 عامًا في كار "الدجل" دون القبض عليه
وقال الدجال، إن هذه هى المرة الأولى التى يتم إلقاء القبض عليه فيها خلال 25 عاماً من العمل فى هذا المجال، وبسؤاله عن واقعة  الفتاة التى تعرف عليها واغتصبها قال إنه تعرف عليها عن طريق شبكة الإنترنت، وكانت بداية التعارف بينهما بوجود مشكلة أسرية لدى الفتاة ورغبتها فى حلها وعرضت عليه  ترك منزل أهلها والعيش معه بعد أن شرحت له ظروفي بكونى مطلق وليس لدى أطفال.

وقال الدجال إنه طلب منها أن تشرح لأهلها ظروفه وتعرض عليهم الأمر فرفض أهلها الزواج، وجاءت إلى القاهرة من قرية بلبيس بمحافظة الشرقية؛ لإتمام الزواج بعد تصميمها على العيش معى والزواج منى رغم رفض أهلها.

وتابع الدجال ذهبت للمأذون الذى طلب منى توكيل وأبلغوني أن الحل عقد الزواج عرفيا حتى يتمكنا من تسجيل طفلهم فى حالة الإنجاب، وبالفعل تم الزواج عرفياً وتسلمت نسختين من عقد القران أحدهما معى والأخرى مع الفتاة وثالثة لتوثق بمصلحة الشهر العقاري.

 -مفاجأة حول المترددين عليه 
وعن أغلب المترددين عليه، قال إن أغلب زبائنه  من  الرجال وهذا عكس الشائع من كون أن السيدات يهتمن أكثر بهذه الأمور، وأن أكثر المشاكل شيوعاً بين زبائنه من الرجال هى "الربط "، وكان آخر هذه الحالات لمسن عمره 60 عاماً من منطقة شبرا الخيمة يشتكى من كونه "مربوط" ولا يستطيع إقامة علاقة جنسية مع زوجته فقمت بعلاجه.

أما السيدات فمشكلتهم كانت تتلخص فى وجود مشاكل زوجية مع أزواجهم ورغبتهن فى حلها عن طريقه دون مقابل مادي، حيث قال أنه يمتلك شركة استيراد وتصدير التى بدأها برأس مال قدره 50 ألف جنيهاً  ولكنه اتجه للعمل كدجال بعد توقف شركته بعد الثورة، قائلاً "مبحبش امشى فى سكة الأذى وأنا أخاف الله".

وقال الدجال عن إقبال السيدات على العلاج عنده بقوله "معظم الستات بيجروا ورا وهم" مشيراَ إلى أن غالبية السيدات يشتكين من هجرة زوجها لها  أو خيانة الأزواج وفى هذه الحالات لا أتمكن من خدمتهم، مختتما حديثه بقوله أنه نادم على عمله فى الدجل ووصفه بالشبهة وقال: "لو عاد بيا الزمن هساعد الناس بدون مقابل لأنى مش محتاج فلوس".​