الصاغة .. 200 عام من تجارة الذهب وأشهر الصناع السرجاني ولازوردي

منوعات

بوابة الفجر


"سوق الصاغه" في قلب القاهره الفاطميه وتحديداً منطقة الغوريه، في الماضي القريب كنا نسمع أصوات دقات صنّاع السيوف، فالشارع قديماً كان يدعي "سوق السيوفيين" حيث تباع وتصنع فيه السيوف، ثم انتشر تجار الخردة بالشارع فأصبح يُعرف بـ "شارع الخردجية"

تجار الصاغة 
توسع فيه تجار الصاغة بعد أن كانوا متركزين فى حارة الصاغة فى الجانب الغربى من الشارع فبدأ العامة يطلقون علي الشارع اسم "الصاغة"،
أما الخردجية فقد انتقلوا إلى السكة الجديدة بعد افتتاحها في عهد "عباس باشا الأول"، وهو الشارع المعروف باسم "القائد جوهر" الآن.
وللصاغة أربعه مداخل، هي الموسكي والغوريه والعطارين وبيت القاضي.

السرجاني ولازوردي 
أشهر وأعرق أسواق الشرق، وهو الأقدم تاريخياً، نشأت سوق الصاغه عام 1930م، مع افتتاح شركه "ليتو ومراد" للمجوهرات الذهبيه، إلي أن استحوذ "السرجاني" و"لازوردي"، وهما أشهر العائلات بالمشغولات الذهبيه، منذ بدايه العصر الذهبي للسوق، وحتي الآن. 

الفاطميين 
ويرجع تاريخ سوق الصاغه الي بدايه العصر الفاطمي، ونشأه قاهره المعز، كما أنها تضم سوق تجاره الجمله، وتحتوي علي نحو 20 ورشه لصناعه الذهب، وتقع الصاغه بوكاله "أبو الروس"، "وكاله الجواهرجيه"، بحاره اليهود بالمقاصيص، وهي المسئوله عن تحديد الاسعار المحليه، بالاتفاق بين كبار التجار هناك بشكل يومي. 

النشأة بالعصر الحديث 
نشات سوق الصاغه في عام 1930، وكانت الصناعه اليدويه، سيطرت علي السوق بالأشغال اليدويه، التي لا تُقدر بثمن، وتعتبر بمثابه مقتنيات يُقبل عليها الفنانون والمشاهير والوزراء وكبار الشخصيات بالمجتمع، فعندما تدب قدماك شارع المعز لدين الله الفاطمي، وتجد نفسك وسط كميات من المعدن النفيس، الذي يجذب بريقه الابصار ويسلب العقول والوجدان، فانك قد وصلت إلي الصاغة، وعن يمينك ويسارك أكثر من 90 محالاً للمشغولات الذهبيه، في الصاغه مازال الذهب يتربع علي عرش سوق المجوهرات، باشكاله المختلفه، والمستوحاه معظمها من نقوش المصريين القدماء. 

كان يتوافد علي السوق المستهلكون من مختلف طبقات المجتمع، ومن جميع المحافظات، وبعد موسم حصاد المحاصيل الزراعيه، يأتي الفلاحون لشراء المشغولات الذهبيه، إما للزينه او للإدخار، وكان سعر الذهب عيار 21 لايتعدي 92 قرشا، وذلك في عام 1970م، كذلك كانت تتوافد علي السوق الأفواج السياحية، من مختلف بلدان الدول العربيه والأجنبيه للتسوق، حيث أن إقتناء الذهب من العادات القديمة، وارتداؤه يعطي إشارات علي المستوي المادي للأسرة، وبالتالي تستخدمه سيدات المجتمع الراقي للزينه وإظهار الثراء، فقد كانت لسوق الصاغه رونقها وجمالها، ولها أيضاً مريديها عاشقي المقتنيات الذهبيه النادرة، والتي ترجع للعصور القديمة، ومن التراث المصري القديم. 

المكانه
 "حارة الصاغة" في مصر هي بورصة الذهب نظراً لكونها السوق المركزي لتداول المعدن النفيس ، والمكان الرئيسي لتصنيعه، ويعود تاريخ هذه الحارة إلى أكثر من 200 عام، وقد تجمع فيها مبدعو ومصممو المشغولات الذهبية، حيث أن الحارة معروفة منذ سنوات طويلة فهي أقدم جزء في حارة اليهود للحرف اليدوية، وزوارها بالآلاف يوميا فهي المنبع الرئيسي لبيع وشراء الذهب، ومقسمة إلى محلات تجارية وورش صغيرة للتصنيع ومصانع كبرى يصل عددها تقريباً إلى ألف محل ومصنع وورشة للمشغولات الذهبية، لذا يطلق عليها بورصة الذهب بسبب العدد الكبير لعمليات البيع والشراء التي تتم فيها بشكل يومي، الملاحظ أيضاً ان من يعملون منظمون للغاية في العمل وفي توقيت استقبال الزوار، نهيك عن تميز المكان بأنه مكان أثري يحضر إليه الأجانب بكثرة لأنه مجاور لمسجد الحسين ومتفرع من شارع المعز أكبر متحف مفتوح في العالم، ويتعاون الجميع صغيرا وكبيرا للحفاظ على الحارة بملامحها القديمة فلا يوجد مثلها تماماً في مصر.