الكونجرس يحقق في مزاعم التدخل الروسي بالانتخابات الأميركية

عربي ودولي

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


يدلي كبار مسؤولي المخابرات الأميركية بشهاداتهم، الخميس، عن عمليات تسلل إلكتروني تردد أن روسيا نفذتها خلال الحملة الانتخابية الرئاسية عام 2016، بعد يوم من ذكرهم إن أجهزة مخابرات أميركية حصلت على ما تعتبرها أدلة قاطعة على أن روسيا سربت معلومات لموقع ويكيليكس عبر طرف ثالث.

ويمثل أمام لجنة الخدمات المسلحة بمجلس الشيوخ والتي يرأسها الجمهوري جون مكين، وهو من منتقدي بوتين، كل من مدير المخابرات العامة جيمس كلابر ومدير وكالة الأمن الوطني مايك روجرز ووكيل وزارة الدفاع لشؤون المخابرات مارسيل ليتر.

وكان مسؤولون أميركيون قد خلصوا قبل شهور إلى أن أجهزة مخابرات روسية هي التي أصدرت توجيهات بتنفيذ عملية التسلل لكنهم لم يكونوا واثقين من أنهم سيتمكنون من إثبات أن روسيا تحكمت في تسريب معلومات أضرت بالمرشحة الديمقراطية لانتخابات الرئاسة الأميركية هيلاري كلينتون.

وقال المسؤولون إن من المقرر أن تقدم المخابرات الأميركية تقريرا عن واقعة التسلل لأوباما، الخميس، ولترامب، الجمعة، وإن كان محتواه لا يزال قيد المناقشة.

في الوقت نفسه شكك الرئيس المنتخب دونالد ترامب في ما خلصت إليه أجهزة المخابرات الأميركية من أن روسيا حاولت مساعدته في الفوز بالانتخابات وأضرت بفرص كلينتون. ونفت روسيا المزاعم باختراقها أنظمة كمبيوتر أميركية.

وأضافوا أن المعلومات التي ظهرت بعد الانتخابات أتاحت لإدارة أوباما التأكد من الدور الكامل للحكومة الروسية في التسلل وتسريب الوثائق بدرجة أكبر من التي وصلت إليها في السابع من أكتوبر حين قالت أجهزة المخابرات الأميركية إنها "واثقة" أن روسيا خططت للتسلل.

وذكر المسؤولون أن المعلومات الإضافية وراء قرار الرئيس أوباما الرد في 29 ديسمبر كانون الأول بطرد 35 يشتبه بأنهم يتجسسون لصالح روسيا وفرض عقوبات على وكالتي مخابرات روسيتين وأربعة من مسؤولي المخابرات وثلاث شركات وهو قرار اختتم جدلا استمر أربعة أشهر في البيت الأبيض بشأن كيفية الرد.

ويلوح صراع بين ترامب والديمقراطيين بل وأعضاء حزبه الجمهوري في الكونغرس الذين يشعر كثير منهم بالقلق من روسيا ولا يثقون في مديح ترامب للرئيس الروسي فلاديمير بوتين وجهوده لرأب الصدع بين الولايات المتحدة وروسيا.

ويعتقد عدد من الجمهوريين بحدوث تسلل إلكتروني خلال الانتخابات لكنهم لم يربطوا ذلك بمسعى لمساعدة ترامب على الفوز.

وكانت وثائق سرقت من اللجنة الوطنية الديمقراطية ومن جون بوديستا مدير حملة كلينتون قد سربت إلى وسائل الإعلام قبل الانتخابات ما سبب حرجا لحملة كلينتون.

وفي تغريدة له على تويتر، الأربعاء، قال ترامب إن مؤسس موقع ويكيليكس "جوليان أسانج قال إنه كان بإمكان فتى عمره 14 عاما أن يخترق حسابات بوديستا، فلماذا كانت اللجنة الوطنية الديمقراطية بكل هذا القدر من اللامبالاة؟ كما قال إن الروس لم يوفروا له المعلومات!"

وقدم خمسة ديمقراطيين بمجلس الشيوخ، الأربعاء، تشريعا يدعو لإنشاء لجنة مستقلة غير حزبية للتحقيق بشأن التدخل الروسي في الانتخابات.

واعتبر السناتور الجمهوري النافذ جون ماكين، الخصم اللدود لروسيا، أن الهجمات الالكترونية التي استهدفت جهات حزبية أميركية هي "عمل حربي".

وقال السناتور المحافظ "هذا عمل حربي"، موضحا انه "عندما تحاول تدمير أسس الديمقراطية فأنت تدمر وطنا".

وأضاف"لست أقول انه هجوم نووي. ما أقوله فحسب هو عندما تهاجم البنية الأساسية لبلد، وهذا ما يفعلونه "الروس"، فعندها هذا عمل حربي".

ويعتبر ماكين خصما شرسا لروسيا وقد وصف مرارا رئيسها فلاديمير بوتين بـ "السفاح" و"المجرم"، بينما فرضت عليه موسكو بالمقابل عقوبات في 2014 ردا على عقوبات أميركية استهدفتها.

وتعتقد وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية أن الروس هم من زودوا موقع ويكيليكس برسائل البريد الإلكتروني. ونفى جوليان أسانج ذلك بشدة، واعدا من جهة ثانية بتقديم مكافأة لأي معلومة يتم تسريبها عن البيت الأبيض قبل مغادرة الرئيس باراك أوباما في 20 يناير.

وكان فريق ترامب رفض النتائج التي خلصت إليها وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية معتبرا ان المحللين الذين توصلوا الى تلك النتائج "هم أنفسهم الذين قالوا أن "الرئيس العراقي السابق" صدام حسين كان يملك أسلحة دمار شامل" .

ورشح ترامب أشخاصا تعتبر مواقفهم ودية تجاه موسكو لمناصب قيادية في إدارته من بينهم ريكس تيلرسون المرشح لوزارة الخارجية الذي قلده بوتين وسام الصداقة عام 2013 أثناء توليه الرئاسة التنفيذية لشركة إكسون موبيل.