عبدالرحمن سليم يكتب: ١١٣ "قمة" يا مصر

مقالات الرأي

عبدالرحمن سليم
عبدالرحمن سليم


بين المتعة وتاريخ كرة القدم في مصر سأحجز لك مقعدًا، لتجلس تشاهد مبارة بين فريقين، أحدهما سيتزين بالأبيض بينما سيتوهج الآخر بالأحمر.

استمتع بالتفاصيل.. شغف المحيطين بك، استعدادات ما قبل المباراة، الملعب وصيحات التشجيع، نحن ننتظر ذلك اليوم باستمرار، نستعد له ونتحدث عنه. 

صافرة بداية المباراة تسلب من الميادين حياتها،  تُخلي الشوارع وتريح عساكر المرور، لا سيارات.. لا ناس.. لا زحام، تمتلئ المقاهي وتزيد أرزاقها، فمباريات الأهلي والزمالك "موسم خير" لا تقطعه سوى صافرة نهاية المباراة.

يتنافس الفريقان في هذه المباراة على بطولة الدوري العام، التي أقيمت لأول مرة عام ١٩٤٨ وفاز بها الأهلي ٣٨ مرة، كان أخرها هذا العام، وتحديدًا في الـ٢٥ من يونيو الماضي، بينما فاز بها الزمالك ١٢ مرة، كان أخرها في ٢٨ يوليو من العام الماضي.

تاريخ كرة القدم في مصر مليء بالنجوم وشارك في كتابته العديد من الأندية، على رأسها جميعًا يتربع الأهلي كأكثر أندية مصر تتويجًا بالبطولات ويليه الزمالك، هما المغذيان الرئيسيان للمنتخب القومي، الانتماء لأي منهما شرف لم يحظ به سوى صفوة الموهوبين.

على الصعيد العربي تتسابق الدول على احتضان معسكرات الفريقين التدريبية، وتنظيم المباريات الودية، فإلى جانب المتعة الكروية المضمونة بضمان وجود الأهلي والزمالك، تحقق الدول العربية المستضيفة لهما ربحًا ماديًا ورواجًا سياحيًا كبيرًا، الكل مستفيد.

أما على الصعيد الإفريقي فالأهلي أولا والزمالك ثانيًا بحكم البطولات، وحصد الأول لقب نادي القرن العشرين بعد منافسة شرسة مع الثاني، وحتى الآن لم يقتنع جمهور الزمالك بأحقية الأهلي في الحصول على اللقب، رغم انقضاء الربع الأول تقريبًا من القرن الحادي والعشرين. 

كل ذلك يعني أنك ستشاهد مباراة مهمة وحتمًا ستكون جيدة، تكتيكيًا وتنظيميًا وفنيًا، حاول أن تستمتع بها قدر الإمكان، شجع فريقك وتعصب له لكن دون تجاوز، احتفي بالفائز وتمنى التوفيق للخاسر، كُن متحضرًا من أجل الزمالك.. من أجل الأهلي ومن أجل مصر.