محلل فني: 3 أسباب وراء تراجع "البورصة" خلال الأسبوع الحالي

الاقتصاد

إيهاب سعيد أرشفية
إيهاب سعيد أرشفية


قال "ايهاب سعيد "رئيس قسم التحليل الفني لدى شركة أصول لتداول الأوراق المالية، إن مؤشر السوق الرئيسى "EGX30" تراجع بجلسات الأسبوع الماضي فى إتجاه مستوى الدعم السابق قرب 7900 نقطه قبل أن يغلق مع نهاية جلسة الخميس أخر جلسات الأسبوع قرب مستوى 7913 نقطه بفعل التحركات العرضيه المائله للتراجع التى سيطرت على أداء غالبية الأسهم القيادية فى ظل غياب الأخبار المحفزة وتضارب الأنباء حول خفض قيمة الجنيه بعد تصريحات وزير الصناعة والمتعلقة بتوقعة خفض قيمة الجنيه مع نهاية 2017 قبل أن يصدر بياناً يشير فيه إلى أن تصريحاته قد أسيىء فهمها.


وأضاف سعيد، أن غموض موقف القرض المزمع تقديمه لمصر من قبل صندوق النقد الدولى، رغم إعلان الحكومة عن إستيفاء شرط توفير 6 مليار دولار لسد الفجوة التمويلية، كما تم الإتفاق مع الصندوق، وأخيراً إستمرار سياسة تثبيت سعر الصرف من قبل البنك المركزى لقيمة الجنيه رغم إعلانه تبنى سياسة أكثر مرونة منذ ما يزيد على الشهور السته، ويبقى الإشارة أيضا إلى تثبيت أسعار الفائده من قبل المركزى دون أى تغيير، كما كانت توقعاتنا على الرغم من إرتفاع معدلات التضخم إلى 16,4%.


وأشار سعيد، إلى أن أداء مؤشر "EGX70"، والذى يقيس أداء الأسهم الصغيرة والمتوسطة فقد جاء أدائه أقل كثيراً من نظيره السابق حيث سيطرت التراجعات القوية على أدائه ليقترب من أدنى مستوياته السعرية منذ يونيو الماضى عند 345 نقطه، ويغلق مع نهاية جلسة الخميس بالقرب منه فى ظل الضغوط البيعية القوية التى تعرضت لها غالبية الأسهم الصغيرة والمتوسطة بما فيها الأسهم ذات الوزن النسبي العالي.


وأوضح رئيس قسـم التحليل الفني، أن أبرز الأحداث التى شهدها الأسبوع المنقضي فيأتى على رأسها مؤتمر اليورومني الذي إستمر ليومين متتالين وقامت الحكومة فيه بعرض برنامجها للإصلاح الإقتصادي خاصة، وأن المؤتمر يأتى هذا العام وسط تحركات حكومية من جانب المجموعة الإقتصادية بالإضافة إلى المركزي لدعم برنامج الإصلاح المزمع تمويله بقرابة 21 مليار دولار منهم 12 مليار دولار من قبل صندوق النقد الدولى.


 وبالرغم من أهمية المؤتمر إلا أنه لم يكن لإنعقاده أى تأثير يذكر على أداء السوق لاسيما بعد تصريحات وزير التجارة والصناعة التى جاءت على هامش اليوم الثانى من المؤتمر والتى نشرت على لسانه وأشار فيها إلى أنه يتمنى أن يكون تحريك سعر الصرف من قبل المركزى قبل إنعقاد مؤتمر اليورومني نهاية العام القادم، وهى التصريحات التى جاءت صادمة نوعاً ماً للمتعاملين الذين ينتظروا تحريك أسعار الصرف فى غضون أيام وعلى أقصى تقدير أسابيع وليس شهور, ورغم نفى السيد الوزير لتلك التصريحات إلا أنها قد جاءت مع نهاية جلسات الأسبوع مما قلل من أثارها على السوق.


وعلى الجانب الأخر جاء خبر تثبيت أسعار الفائده من قبل المركزى مساء الخميس الماضي كأحد أهم الأحداث التى شهدها الأسبوع خاصة وقد تواكبت مع تثبيت أسعار الفائدة على الدولار من قبل الفيدرالي الأمريكى, وقد جاء التثبيت كما كنا نتوقع تماما, وأن رفع أسعار الفائدة خلال الفترة الحالية لن يؤتى ثماره فى كبح جماح التضخم الذى كان قد إرتفع إلى أعلى مستوياته منذ 2008 عند 16,4% نهاية الشهر الماضى, ولا أدل على هذا من أن رفع أسعار الفائدة من قبل المركزي منتصف يونيو الماضي لمكابحة التضخم الذى كام قد وصل في حينها إلى 14,4% لم يكن له أى تأثير يذكر لدرجة إستمرار إرتفاع المعدلات على مدار الشهريين التاليين إلى أن وصل إلى 16,4% مؤخراً.


ومن المعروف أن رفع أسعار الفائدة لكبح جماح التصخم قد تؤتى ثمارها إذا ما كان هذا التصخم ناتجاً من ذروة النشاط الإقتصادي, ومن ثم رفع أسعار الفائدة يكون الغرض منه التحكم فى عرض النقود Money Supply للضغط على الإنفاق الإستهلاكي ومن ثم تراجع الطلب, أما ما يعيشه الإقتصاد المصري الآن فهو ما يعرف بالركود التضخمى Stagflation وهو أسوأ أنواع الركود, خاصة وأنه يرجع بالأساس إلى تباطؤا الطلب بسبب إرتفاع الأسعار الناتج من إنخفاض قيمة العملة والإجراءات الحكومية.


كما أن رفع أسعار الفائدة بخلاف ما له من أثار سلبية على زيادة فائدة الدين العام الذى يقارب على 292 مليار جنيه سنويا, فله أيضا أثار سلبية على مستويات الطلب ومن ثم تعميق الإنكماش الذى يعيش فيه الاقتصاد المصرى, خاصة بعد تطبيق ضريبة القيمة المضافة والمعروف عنها الحد من الإستهلاك, بما يعنى أنها ستتسبب وحدها فى تراجع مستويات الطلب, ولذا فأى رفع فى أسعار الفائدة من قبل المركزى خلال المرحلة الحالية من شأنه أن يعمق من الركود التضخمى الغارق فيه الاقتصاد المصرى منذ شهور وهو على ما يبدو أن المركزى قد فطن إليه أخيراً.


وتوقع رئيس قسم التحليل الفني، أداء كلاً المؤشرين بجلسات الأسبوع الحالي والبداية مع مؤشر السوق الرئيسى EGX30 ، فالتركيز سيكون منصباً على مستوى الدعم قرب 7900 - 7800 نقطة، والذى نتوقع أن يعوقه على مواصلة تراجعه، وأما فيما يتعلق بمؤشر الأسهم الصغيرة والمتوسطة EGX70 فالتركيز سيكون منصباً على مستوى الدعم قرب 346 نقطة والذى أن فشل أيضا فى الثبات أعلاه فقد يواصل تراجعه فى إتجاه مستوى