النائبة آمنة نصير في حوار جريء لـ"الفجر": الأزهر متطرف مع ترقية المرأة.. ويجب محاكمته بسبب إسلام بحيري

تقارير وحوارات

النائبة آمنة نصير
النائبة آمنة نصير


تعديل المناهج الأزهرية مسألة ضرورية.. وسأطالب بإلغاء قانون ازدراء الأديان نهائيا


الأقباط أهلي وشركاء وطن.. والجدال حول قانون بناء الكنائس عقيم


مؤتمرات تجديد الخطاب الديني العالمية غير مجدية.. والتوسع في إنشاء المعاهد الأزهرية كان خطأ


دعوات ترشح السيسي لفترة رئاسية ثانية "مزايدة" وليست لصالح الرئيس


البرلمان الحالي هو صمام الأمان لسمعة مصر.. والشعب المصري أصبح لديه مرض أخذ مقابل بدون عمل


قالت الدكتورة آمنة نصير، النائبة بمجلس النواب، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، إن "الأقباط أهلي وشركاء وطن ولهم الحق في إنشاء دور العبادة، ولا ينبغي علينا مناقشة التفاصيل الزائدة غير الضرورية"، مضيفة أن الجدال حول قانون بناء الكنائس عقيم.

وأكدت "نصير" في حوار لـ"الفجر"، أن موقف البابا تواضروس الثاني يوم أن حرق الحمقى الكنائس، عظيمًا، وكان ينبغي تسجيلها وأخذها في الحسبان عندما تمت صياغة قانون بناء الكنائس، مضيفة أن التفاصيل التي تُناقش حول دور المحافظ في بناء قبة أو جرس الكنيسة، ظالمة للأقباط.

وشددت على أنه لا ينبغي أن نحمل إخواننا الأقباط أي غضاضة أو ضيق، وألا نضيع حقهم في تفاصيل ليس لها أي قيمة، وأن نسمح لهم بممارسة بناء دور عبادتهم بمنتهى الحرية وبحسب ما كفله الدستور.. وإلى نص الحوار:

• كيف رأيتي تصريح وزير الثقافة التي قال فيها إن توغل التعليم الأزهري أدى للعنف؟

- كلام وزير الثقافة الدكتور حلمي النمنم، فيه جزء كبير من الحقيقة، خاصة وأن الشعب المصري اختلطت به ثقافات عدة، وأخذ من تقاليد دول الجوار بطريقة تفكيرهم في الحلال والحرام، وفي عدم الرضا مع المٌختلف معه، ومثال على ذلك نحن كنا في الخمسينيات وما قبلها، لم يكن يشغلنا قط دين الإنسان، وهذا مسلم وهذا مسيحي؛ فهذه الأمور لم تكن تشغلنا أبدًا، أو كانت تسبب لنا أي ازعاج.

الاَن الأمر تغير كثيرًا حتى خرج علينا أحد المتسلفين ليقول إن معايدتنا على إخواتنا المسيحيين في عيدهم حرام، من قال هذا؟!، وهذا هو النوع من النشاز الفكري الذي تضخم في هذه المرحلة الأخيرة، ولم يكن الأزهر ولا التعليم الأزهري يرفض هذا الأمر أو يقومه في مسألة تأهيل الطالب الأزهري، سواء في المعاهد أو الجامعة، وكان موقف الأزهر سلبيًا سواء في التعليم أو الأداء على المنابر أو في الأداء الثقافي.

• هل حان الوقت لتغيير المناهج الأزهرية؟

- نعم، التعديل والارتقاء بالمناهج حسب مقتضيات الحياة باتت مسألة ضرورية، وعندما كنت عميدة لكلية الدراسات الإسلامية والإنسانية بجامعة الأزهر، أذكر حينما طرحت هذا الطرح على مجلس الجامعة، وقلت لهم "يا عمداء جامعة الأزهر.. هل نحن قادرون على أننا لا نقتلع من جذورنا ولا نغترب عن مستجدات عصرنا؟، فما بين عدم الاقتلاع من المصادر والجذور وعدم الغربة على المستجدات جسر طويل.. هل نحن قادرون على عبوره؟".. طرحت هذا السؤال في اجتماع مجلس الجامعة.

• كيف كانت الإجابة على سؤالك؟ 

- لم يأت الرد حتى الاَن، ولكن أذكر حينها أن رئيس الجامعة قال "ما تردوا على سيادة العميدة".

• متى سنرى سيدات عضوات بهيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف؟

- هذا أيضًا نوع من التطرف، فالتي وصلت للأستاذية وترقت في المناصب في جامعة الأزهر، ما هي تربية الأزهر الشريف، وأنتم من وصلتم بها لتلك المرحلة، لماذا تحرم من المشاركة في مجمع البحوث أو هيئة كبار العلماء، ويكون لها دور في القضايا التى تهم المرأة على أقل تقدير، أليس  من الطبيعي أن تكون المرأة عضو بهيئة كبار العلماء وهي تمثل نصف المجتمع وتربي النصف الاَخر، وأن تكون فاعلة في تحريك قضاياها، والأمر غير مقتصر فقط على هيئة كبار العلماء، ولكن أيضًا بفرع البنات بجامعة الأزهر موازي لفرع البنين.

إلى الاَن، لا يوجد نائب لفرع البنات أستاذة سيدة، وأنني استغرب جدا لانعدام هذا التقدير، فالمرأة صارت من العلماء في تخصصات كثيرة في كل الكليات، لكن لازالت فكرة الوصاية والهيمنة هي المسيطرة، والجميع يشهد لعميدات الكليات بجامعة الأزهر.

• ماذا عن قانون ازدراء الأديان؟

- قدمته للمناقشة منذ 4 أشهر بمجلس النواب، وخلال هذا الأسبوع سيتم طرحه للمناقشة، وأنا أحترم جدًا إنسانية الإنسان، فرب الكون قال: "إنا كرمنا بني اَدم"، فذلات اللسان ما أكثرها، وذلات القلم ما أسوأها، فلا يجب أن نجلس في دور المتربص للبشر، والأزهر الذي ظل صامتًا على إسلام البحيري لمدة سنة وشهرين وناصب له المصيدة، لماذا تركه منذ البداية ولم يسعى لإيقاف البرنامج في أول حلقاته، قبل أن يفتتن "بحيري" بالكاميرا والمشاهدين، وأنا أطالب أن يحاكم الأزهر على تركه لإسلام بحيري يخوض ويموج ويتركوه لفتنة الكاميرا.

• ما هى مقترحاتك التي ستتقدمين بها لمناقشة القانون؟

- سأطالب بإلغاء قانون ازدراء الأديان نهائيًا، فهذه المادة هلامية، ولا بد أن تكون دقيقة ومحددة لا يدخل فيها لبس ولا شرح، ومادة ازدراء الأديان تخلو من هذا، وإذا كنا نخشى من اختلاق أي فتنة، لدينا المادة 160 وهي كافية.

• كيف ترين قانون بناء الكنائس؟

- الأقباط أهلي وشركاء وطن ولهم الحق في إنشاء دور العبادة، ولا ينبغي علينا مناقشة التفاصيل الزائدة غير الضرورية، والجدال حول قانون بناء الكنائس عقيم، والحقيقة أن موقف البابا تواضروس الثاني يوم أن حرق الحمقى الكنائس، كان عظيمًا، وكان ينبغي تسجيلها وأخذها في الحسبان عندما تمت صياغة قانون بناء الكنائس، والتفاصيل التي تُناقش حول دور المحافظ في بناء قبة أو جرس الكنيسة، ظالمة للأقباط، ولا ينبغي أن نحمل إخواننا الأقباط أي غضاضة أو ضيق، وألا نضيع حقهم في تفاصيل ليس لها أي قيمة، وأن نسمح لهم بممارسة بناء دور عبادتهم بمنتهى الحرية وبحسب ما كفله الدستور.

• قبل ترشحك للبرلمان.. صرحتي أن التعليم هو قضيتك الأولى تحت القبة.. لماذا تركتي لجنة التعليم وانضممتي للجنة الشؤون الخارجية؟

- كنت أحلم بعد هذا العمر الذي قضيته في خدمة التعليم، وبالفعل درست هذه القضية بشكل كامل قبل انعقاد دورات مجلس النواب، وحتى لما جاءت القوانين الخاصة بالتعليم، جلست مع اللجنة وناقشتها ورأوا موسوعية اَمنة نصير في قضايا التعليم، ولكن عندمت دخلنا لانتخابات تشكيل اللجان حدث أمر يمثل علامة استفهام بالنسبة لي حتى الاَن، وفوجئت بأن الدكتور جمال شيحة حصل على 9 أصوات من الـ13 صوت أعضاء اللجنة، وإحدى المرشحات حصلت على صوتين، وأنا حصلت على صوتي أنا فقط، فصدمت من تعرضي لهذا الخداع من قبل الأعضاء.

• لماذا لم تترشحي داخل اللجنة الدينية؟

- لا.. أنا لا أريد أي احتكاكات بالأزهر.

• هل نحن بحاجة لإصدار تشريعات جديدة تخص قضية تجديد الخطاب الديني؟

- الاقتراحات تنبع من المؤسسة نفسها، وتمتد للجنة الثقافية داخل مجلس النواب وتمتد للفكر والعقل المصري، فلا بد أن يخرج الأزهر من بوتقة إنه المؤسسة المقدسة التي لا يمسها أحد، هذا خطأ، وإذا لم يستشعر إنه لديه خطأ فلن يستطيع إصلاحه، ولا بد أن تعرف المؤسسة مواطن الضعف لديها سواء في الكتب أو التأهيل أو طرق التدريس وطريقة ما يأخذونه من الغث والسمين من كتب التراث ويتم وضعه في المناهج والتي تعتبر ضد كل ما هو حديث. 

• عقد العديد من المؤتمرات العالمية ضمن خطة تجديد الخطاب الديني.. هل لها تأثير؟

- لا.. غير مجدية، ولا بد أن نعرف إننا لدينا مواطن ضعف حتى نتمكن من إصلاحها.

• هل تؤيدين إنشاء وزارة خاصة بالدعوة؟

- لا.. فهذا دور الأوقاف، ولا بد أن تكثر الوزارة من نشطاتها الدعوية، ونحن غير قادرين على اقتحام مشاكلنا ومواجهتها للقضاء عليها.

• البعض يتهم الأزهر أنه أكبر مفرخة لأصحاب الأفكار المتطرفة.. فما رأيكِ في هذا الطرح؟

- اعتبر أن التوسع في إنشاء المعاهد الأزهرية كان خطأ منذ البداية.. أين العقول المؤهلة التي تستطيع أن تخرج كل هذا العدد من الطلاب سنويًا.. وأين العلم الذي سيلقن لهم، وأذكر إنني أبلغت الدكتور أحمد عمر هاشم رئيس جامعة الأزهر حينها، اعتراضي على التوسع في إنشاء الكليات كما توسعنا في إنشاء المعاهد.

أنا حينما استلمت عمادة كلية الدراسات الإسلامية بالإسكندرية لم أجد لها مبنى بالرغم من مرور 8 سنوات على إنشائها، فكانوا يستأجرون معسكر أبو بكر الصديق 8 أشهر، ثم يطردوا منه في أشهر الصيف، وهذا نوع من عدم الحكمة، وفي النهاية خرجنا للمجتمع مشاكل وليس طلاب علم، أذكر أن طلاب سنة أولى بالجامعة كانوا لا يعرفون كتابة جملة صحيحة، بكل أسف، وهذا نكبة التعليم في مصر كلها وليس الأزهر فقط.

• كيف ترين العمل السياسي داخل الجامعات المصرية؟

- عمل سياسي معوج، وليس لإنضاج مجتمع، إما يكون قائم على جماعة أو حزب أو فكر تحت الأرض، ولذلك أطالب بضرورة وقفه أفضل.

• كيف ترين دعوات البعض بترشح الرئيس عبدالفتاح السيسي لفترة رئاسية جديدة؟

- اعتبر ذلك مزايدة وليست لصالح الرئيس.. دعوا الزمن يمضي وعندما يأتي اليوم، سيدرك الشعب المصري ماذا قدم هذا الرئيس، ووقتها سيسعى الشعب للسيسي كما سعى إليه بالأمس.

كيف ترين جولات شيخ الأزهر الخارجية؟

- أُحيه عليها جدًا، وأنا اعتبر هذا من أهم مهام شيخ الأزهر، واعتبر هذه الخطوات جيدة وإيجابية، وإن شاء الله تكون مباركة وفيها التنمية بين الإنسان وأخيه الإنسان، لأن الأخوة الإنسانية في الشريعة الإسلامية ما أروعها.

• ما رأيك في الدعوات المطالبة بحل البرلمان؟

- هذا نوع من الهوس.. لماذا يتم حل البرلمان؟.. هل أصبحت رغبة الهدم ثقافة في الشعب المصري؟.. لا بد أن يتم النظر للبرلمان كم فعل من أجل هذا البلد وكم قدم؟.. على الأقل وجوده هو صمام الأمان لسمعة مصر.. وأنا أطالب الشعب المصري أن يهدأ ولا يترك الهوى النفسي والسياسي يتمادى فيه لبناء مستقبل مصر.

•  كيف ترين مصر في المرحلة المقبلة؟

- أراها بخير بشرط هدوء الشعب المصري، ويتعلم التفاؤل والحكمة في القول، والرغبة في الأخذ على قدر ما يعطي، نحن أصبحنا شعب لا نحب العمل والتفاني فيه، وفي نفس الوقت العشم في الأخذ أكثر مما نعمل، وهذه أصبحت مشكلة مرضية في الشعب المصري بكل طبقاته، وخاصة الطبقات الدنيا.