هوس البحث عن بديل يُصيب المعارضة المصرية

تقارير وحوارات

الرئيس عبدالفتاح
الرئيس عبدالفتاح السيسي- صورة أرشيفية




 
رغم فشلها في تحقيق أي إنجاز يذكر، إلا أنها أُصيبت بهوس "البحث عن بديل"، بعضهم يرى أن ذلك البديل ضرورة ولا عيب في ذلك؛ لآنه يكون بعد انتهاء فترة ولاية الرئيس عبدالفتاح السيسي، أي بعد عامين تقريبا، والبعض الآخر أكثر تطرفًا إذ يرى ضرورة أن يأتي البديل الآن يخلصهم مما يرونه ظلم النظام الموجود وغالبهم ينتمون للتيار الإسلامي.


 
صباحي يقود هوس "البديل"

حرقته موجات الأحداث السياسية المتلاحقة، فلم يكن له قرار، ولم يثبت بطوله، فباتت ورقة "محروقة" لا يقتنع بها أحد، ودمر شعبيته الزائفه؛ لكن مع ذلك تجده يظهر على فترات متباعدة ينادي بضروة وجود بديل عن السيسي.


 
كان آخر ذلك خروج، زعيم التيار الشعبي، الثلاثاء الماضي، ليقول: "أننا أمام سلطة لا تحقق العدل الاجتماعي ولا تصون الكرامة الوطنية ولا الأرض وهي سلطة الفقر والفساد والتبعية"، مضيفا: "على الشعب المصرى أن يتأكد أن اكتمال الثورة لا ينبغي أن يسقط النظام دون أن نجهز بديلا لتغيير السياسات خاصة أننا نحتاج الي سلطة منحازة للشعب ودم الشهداء دون تسليمها لأعداء الثورة".

وفي شهر مارس الماضي، أكد المرشح الرئاسي السابق في بيان له سماه نداءً إلى الشعب المصري تحت عنوان "لنصنع البديل الحقيقي" أنه لا تراجع عن مدنية الحكم وقيام دولة القانون واحترام المواطنة ورفض القمع والقهر والتمسك بالوطنية والدستور.


 
شجع "صباحي" كثيرين للدخول في خط هوس البديل، فظهرت شخصيات ليبرالية وعلمانية وإسلامية معارضة للرئيس أنت تبحث معه عن بديل واهم أهمهم:

عصام حجي.. أبرز المهووسين

أثار حديث الدكتور عصام حجي، عالم الفضاء المصري، ومستشار الرئيس السابق، جدلًا واسعًا بتصريحاته التي وصفها البعض "نارية" وخارجة عن السياق، ونصب هو الآخر "نفسه" كبديل عن الرئيس عبدلفتاح السيسي.


 
وقال حجي إن عددًا من قوى ثورة يناير وحركات التغيير بمصر، تتجمع حاليا لإعداد مشروع للترشح كفريق رئاسي لانتخابات عام 2018، مؤكدًا أن هذا الفريق سيكسب الانتخابات حتى لو ترشح الرئيس السيسي مرة أخرى أمامه.


 
كما دعا حجي إلى مصالحة وطنية شاملة، وأوضح: "قوة المصريين في أنهم يسامح بعضهم بعضا لنخطو معًا للأمام، مهما كانت الأخطاء من كل الأطراف"، مؤكدا أن ملف المصالحة يشمل الإفراج عن كل المعتقلين بقضايا فكر سياسي أو توجهات دينية. مطالبًا بإعداد مشروع لتقديم بديل.


 
قيادي سابق بالإنقاذ يسير في ركب "صباحي"

دعا مجدي حمدان، نائب رئيس حزب الجبهة الديمقراطية، والقيادي السابق، بجبهة الإنقاذ، إلى إيجاد قيادة فعلية تتولى المسئولية خلال الانتخابات الرئاسية المقبلة قبل انتهاء فترة ولاية الرئيس السيسي الأولى.

وقال حمدان، في منشور له عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل العالمي، "فيس بوك"،:" اللغة المتصاعدة بأن السيسي لدية اقل من عامين في الحكم ويجب البحث عن بديل وتقديمة للناس، كنت قد تناقشت مع بعض القيادات الحزبية في 2012 عن اختيار شخصية وتلميعها واكسابها مهارات القيادة مع تجهيز كل الملفات بالدولة التى تستوجب العرض على الشعب وتقديم الحلول".  

وأضاف:" ومع تكاتف الجميع بلا اهواء لابراز تلك الشخصية وتقديمها بطريقة تجعل كل المصريون يؤمنون بة وبقدرتة على ايجاد الطريق للمستقبل، وبالطبع صدمت في ان كل السياسيين بلا جدال يتناحرون في ان يكون احدهم هو تلك الشخصية، فلما عرض حمدين صباحي نفسة من خلال جبهة الانقاذ وافق البعض ورفض البعض".  


 
أسعد هيكل يدعو لتجهز بديل بعد نهاية ولاية الرئيس

المحامي أسعد هيكل قال إنه متفق تماما مع رؤية حمدين صباحي، قائلا: "اللي مختلف مع الرؤية دي، يقدم رؤية اخري، لكن نقعد ننظر و نقعر".

وأضاف هيكل في تعليق له على "فيس بوك": "الرئيس السيسي باقي له اقل من عامين، اللي شايف إن في من هو أفضل منه، عندك حوالي سنه تبحث و تطرح اسم، و خلال العام الثاني قدمه للناس، و قدم تنظيمك و قياداتك و سياساتك اللي هتحكم بيها البلد، أما نزول للشارع و مظاهرات، يبقي اسمه تهريج، و عبث و عدم ادارك، و تكرار لنفس الاخطاء، و مش هيصب الا في صالح الاخوان، لانهم ببساطه هم القوة الوحيدة المنظمة".


 

 
الإسلاميون كانوا في الصفوف الآولي لهذا المشهد، إذ تحدث أيمن نور، السياسي الهارب بتركيا بعد ثورة 30 يونيو، ونجل القرضاوي عبدالرحمن يوسف عن هذا البديل أيضًا.


 
أيمن نور يحلم بالبديل

وتحدث أيمن نور، عن وجود عدة إحتمالات للشخصيات التي من المحتمل أن تخلف الرئيس عبد الفتاح السيسي لافتاً إلى أن السيسي سيرحل مع أول إصطفاف وطني بين القوى المعارضة "بحسب زعمه".

في حين رفض نور أن يذكر أسماء الشخصيات التي من المرشحة لمرحلة ما بعد السيسي ولكنه ألمح لبعض الشخصيات مثل "شخص مدني ذو توجهات عسكرية" أو "شخص عسكري كان قاب قوسين من الوصول للرئاسة".


 
عبدالرحمن يوسف

أما عبد الرحمن يوسف المحسوب على الإسلاميين فتحدث هو الأخر عن ضرورة وجود بديل أيضًا، وقال إن الوضع اليوم (داخليا وخارجيا) من يصب في صالح الثورة لو أحسنا إدارة أنفسنا"، مضيفا: "نستطيع أن نجمع الشعب المصري على مشروع وطني، ونستطيع أن نحاصر نظام 3 يوليو في الخارج أيضا بتقديم بديل في شكل معارضة متحدة، وبمطاردة رموزه بتوثيق جرائمه التي تستعصي على الحصر".