مدير الاستخبارات الأمريكية السابق يكشف مصير الجيوش العربية

عربي ودولي

جيش - أرشيفية
جيش - أرشيفية


“العراق انتهى، وسوريا لم تعد كما هي، ولبنان في طريقه إلى التفكك، وليبيا في خبر كان”، هي صورة قاتمة لأربع دول عربية قدمها مدير وكالة الاستخبارات الأمريكية السابق مايكل هايدن في مارس 2016 في تصريحات لقناة “سي إن إن”، تعكس إلى حد ما الوضع المأساوي الذي آلت إليه هذه الدول الأربع، بالإضافة إلى اليمن، والتحديات المصيرية التي تهدد وحدة هذه الأوطان المعرضة بشكل أو بآخر إلى خطر التقسيم أو الفوضى.

ووفقا للعرب اللندنية، يزداد هذا الخطر في ظل تكاثر التنظيمات المسلحة المشكّلة على أساس قبلي أو طائفي أو عرقي أو أيديولوجي بقيادة “أمراء الحرب” على مساحات واسعة من هذه الدول، مما يعيد إلى الأذهان السيناريو الصومالي في تسعينات القرن الماضي، بعد سقوط نظام الرئيس محمد سياد بري.
ويعد تنظيم داعش أحد أبرز مظاهر هذا التفكّك، حيث يسيطر على مساحات واسعة من العراق وسوريا وأجزاء محدودة من ليبيا، ولديه مجموعات مسلحة تنشط في لبنان واليمن، ويشكل أكبر تهديد لوحدة هذه الدول، بالرغم من تراجع سيطرته على مناطق ومدن استراتيجية في 2016 على غرار الفلوجة في العراق وتدمر في سوريا، وسرت في ليبيا.

ومن الأخطار الأخرى المحدقة ببعض الدول العربية “تفكك الجيوش الوطنية وظهور جيوش غير نظامية، وتنظيمات مسلحة قبلية وعشائرية، والتي تمثل تحديا حقيقيا للوحدة الوطنية والأمن القومي، خاصة في ظل ما تثيره من تصدعات اجتماعية تتجلى بوضوح في الحالة العراقية”، بحسب الأكاديمي المصري إبراهيم منشاوي، الأستاذ المساعد في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة.

وشخّص منشاوي خطورة ظاهرة الجيوش الموازية على مستقبل “سوريا واليمن والعراق لارتباطها بعامل الصراع المذهبي والطائفي الذي يغذي حالة الفوضى وعدم الاستقرار الناجمة في أصلها عن التدخلات الدولية والإقليمية في شؤون تلك البلدان”.
ويرى منشاوي أن تفكك بعض البلدان “يرتبط بجملة من التحديات التي يمثلها في جانبها الطائفي الصراع الطائفي بين السنّة والشيعة في العراق وإلى حد ما في سوريا، أما التحديات في جانبها العرقي، فتتمثل في “التغيير الديموغرافي الذي يمثله المشروع الكردي في العراق وسوريا”، فيما تتخذ الحالة اليمنية تحديات أخرى “ذات طابع قبلي مناطقي متداخل مع الطابع الطائفي”.

وأمام انتشار الميليشيات وقادتها ممّن يطلق عليهم “أمراء الحرب” في عدة دول عربية، في ظل عجز أي طرف عن حسم المعركة لصالحه، يزداد التهديد أكثر فأكثر من احتمال تقسيم العراق وسوريا واليمن وليبيا وربما لبنان، وإعادة رسم الخارطة السياسية للمنطقة، لكن الاحتمال الأسوأ، هو دخول هذه البلدان الخمسة في دوامة من الفوضى على غرار ما يحدث في الصومال منذ 1991، والتي قد تستمر لعقود من الزمن ممّا قد يقضي على جزء كبير من مقدرات هذه البلدان وتماسكها الاجتماعي.

وللخروج من الأوضاع المتأزمة في بعض بلدان المنطقة العربية والحفاظ على الكيانات القائمة، يرى الأكاديمي المصري أنه يتوجب على القيادات السياسية “العمل على كافة المستويات للقضاء على الكيانات والمجموعات الإرهابية المتطرفة التي تتربص بالدول العربية من خلال مشاركة حقيقية في صنع القرار السياسي وقيادة البلدان ورسم مستقبلها بعيدا عن سياسات الإقصاء والتغييب على أسس طائفية أو قومية أو مناطقية من شأنها تعزيز روح التطرف”.