روسيا تبني قاعدة على سطح القمر تتسع لـ 12 شخصا

عربي ودولي

القمر - أرشيفية
القمر - أرشيفية


تعمل المؤسسات العلمية التابعة لوكالة الفضاء الروسية "روسكوسموس" على وضع مشروع بناء قاعدة على سطح القمر تتسع لـ12 رائد فضاء.

وقالت أولغا جاروفا، المتحدثة باسم المعهد المركزي للأبحاث العلمية في مجال الآلات والماكينات الذي يتولى الإشراف على  هذا المشروع، إن القاعدة القمرية المستقبلية سيبلغ حجمها المغلق بإحكام 20 مترا مكعبا في البداية لتتسع لـ 2 — 4 أشخاص. وسيكون بإمكان بعثة هؤلاء الرواد البقاء في القاعدة  خلال 30 يوما مع إمكانية الخروج منها إلى سطح القمر لإجراء تجارب وأبحاث. كما ستتصل القاعدة بشبكة من المنشآت الواقعة تحت سطح القمر منها ملاجئ إشعاعية ووحدات لتوليد الطاقة.

أما موقع إنشاء القاعدة المقبلة فيعتقد معظم الخبراء أن أنسب المكان له يقع قرب قطب القمر الجنوبي الذي تعتبر تضاريسه صالحة لبناء مهبط للمركبات المأهولة والشاحنة. 

وأوضحت جاروفا أن مشروع بناء القاعدة القمرية ليس بجديد، حيث بدئ بوضعه في أواخر الستينيات — بداية السبعينيات من القرن الماضي في الاتحاد السوفيتي باعتباره فصلا من فصول  برنامج استكشاف كوكب القمر واستثماره باستخدام صاروخ حامل من طراز "أن 1". كما جرت في منتصف السبعينيات أعمال تصميم مركبة مع قمرة خاصة تحت اسم "زفيزدا" (النجمة) لإنزال بعثة علمية طويلة الأمد على سطح القمر.

وأشارت المتحدثة إلى أن أفكار الماضي يستفاد منها اليوم لدى رسم ملامح المشروع القمري الجديد باستخدام أجهزة كمبيوترية حديثة بتقنية 3D.    

وقالت جاروفا أن هذا المشروع دخل وثيقة البرنامج القمري الروسي الذي تم إقراره من قبل وكالة "روسكوسموس" وأكاديمية العلوم الروسية.

وفي السياق نفسه أعلن فلاديمير سولنتسيف، رئيس شركة "إنيرغيا" المتحدة للتقنيات الصاروخية والفضائية، أن رواد الفضاء الروس سينفذون أول رحلة لهم إلى القمر عام 2029.

وأوضح سولنتسيف أن شركته تعمل الآن على تصنيع سفينة فضائية جديدة ستكون قادرة على إيصال طاقم من رواد الفضاء إلى مدار حول القمر وإنزاله على سطح هذا الكوكب ثم إعادته إلى الأرض.

وأضاف أن وكالة الفضاء الروسية "روسكوسموس" ستبدأ اعتبارا من عام 2021، بإجراء تحليقات تجريبية للسفينة القمرية الجديدة. وفي عام 2023، سيتم إرسال هذه السفينة للالتحام بالمحطة الفضائية الدولية العاملة في المدار حول الأرض. وفي عام 2025، ستنفذ السفينة رحلة تجريبية إلى القمر بنظام آلي (غير مأهول).

وفي شرح تفصيلي حول الرحلة القمرية مع رواد الفضاء المخطط لها، أوضح سولنتسيف أن السفينة ستصل أولا إلى مدار محدد لها حول القمر، ليطلق منه مركبة مخصصة للهبوط على سطح القمر والإقلاع منه. وستنقل هذه المركبة على متنها طاقما مؤلفا من أربعة أشخاص سيقضون أسبوعين على سطح القمر على الأقل.        

وتجدر الإشارة إلى أن الولايات المتحدة كانت ولا تزال بلدا وحيدا استطاع إنجاز رحلات قمرية مأهولة. وفي الفترة بين عامي 1969 و1972، قام رواد الفضاء الأمريكيون في إطار برنامج "أبولو" بست مهمات للنزول على سطح القمر والعودة إلى كوكبنا الأرض.