لماذا أعلنت "الإمارات" وقف عملياتها العسكرية في اليمن ؟

عربي ودولي

أرشيفية
أرشيفية


قالت صحيفة العرب اللندنية، إن موقف دولة الإمارات العربية المتحدة بوقف العمليات العسكرية في اليمن، عكس موقفا جماعيا لدول التحالف العربي، وخاصة المملكة العربية السعودية التي نزلت بثقلها في الأسابيع الأخيرة لدعم مشاورات الكويت والدفع بالفرقاء إلى تقديم التنازلات اللازمة للخروج بحل توافقي.

وأعلن وزير الدولة للشؤون الخارجية بدولة الإمارات أنور قرقاش، “انتهاء العمليات العسكرية بالنسبة للقوات الإماراتية في اليمن”، لافتا إلى أن بلاده “ترصد الترتيبات السياسية، ودورها الأساسي حاليا تمكين اليمنيين في المناطق المحررة”.

 

وأضاف الوزير الإماراتي في محاضرة له بمجلس الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، أن “الأهداف السياسية لعاصفة الحزم ثلاثة هي العودة إلى المسار السياسي بين الأطراف اليمنية وعودة الشرعية إلى السلطة والرد على التدخل الإيراني في الشأن العربي الذي يحاول محاصرة المنطقة عبر اليمن”.

 

وأشاد المحاضر بالشيخ محمد بن زايد الذي قال إنه “أدرك مبكرا أن الشرعية اليمنية ليست في البقاء في المنافي والفنادق وإنما داخل اليمن لمواجهة الانقلابيين”.

 

ووصف مراقبون سياسيون تصريحات قرقاش بانتهاء العمليات القتالية في اليمن بأنها تحمل الكثير من الرسائل للفرقاء اليمنيين تتمحور حول ضرورة رهانهم على خيارات السلام كحل وحيد واستراتيجي للأزمة اليمنية.

 

واعتبر المراقبون أن الإمارات تسعى من خلف هذا الإعلان غير المباشر إلى دفع الأطراف اليمنية المشاركة في مشاورات الكويت إلى التعامل بمسؤولية مع المقترحات المقدمة لإنجاز التسوية السياسية.

 

ويحمل كلام قرقاش رسالة دقيقة إلى الفرقاء اليمنيين، بمن في ذلك ممثلو الحكومة، بضرورة الانحياز إلى الحل السياسي والتحلي بالمرونة بما يسمح بالخروج بنتائج عملية في مشاورات الكويت.

 

وسبق لمسؤولين بارزين بدول التحالف أن أكدوا أن هدف التدخل العسكري في اليمن ليس نصرة فريق على آخر، وإنما إعادة التوازن إلى المشهد بما يسمح لليمنيين بالتحاور دون ضغوط أو إملاءات.

 

ولعل هذا ما يفسر استقبال السعودية أكثر من مرة الناطق الرسمي باسم الحوثيين محمد عبدالسلام، والاستماع إلى رؤيته للحل، والتأكيد على أن السعودية (وبقية دول التحالف) لا تنوي إنهاء وجود جماعة أنصار الله الحوثية، وأنها ترى في الحوثيين طرفا في أي حوار.

 

ويتخوف اليمنيون والدول الخليجية التي تنوي دعم عودة الاستقرار في الجار الجنوبي، من أن استمرار الحرب سيعيد إنتاج وضع سوري جديد تتقوى فيه الميليشيات المسلحة (وخاصة ميليشيات حزب الإصلاح الإخواني) لتتحكم في ما بعد في رقاب الناس، ويجد فيه تنظيما القاعدة وداعش مجالا خصبا للتحرك.

 

وقال المحلل السياسي اليمني، ورئيس مركز الجزيرة العربية للدراسات نجيب غلاب، إن توقف الأعمال القتالية في المناطق المحررة دليل على النجاحات التي تحققت وضرورة الانتقال إلى مرحلة جديدة من إدارة المعركة، وهي إعادة الإعمار وتوفير الخدمات.

 

وأضاف أن “التركيز على التنمية والسلام في المناطق المحررة هو الهمّ الأول في المرحلة القادمة”، لافتا إلى أن الإمارات لعبت دورا مهما وقويا في الميدان في المرحلة الماضية، وسيكون لها ولا شك دور مهم في المرحلة القادمة على مستوى تثبيت المؤسسات ودعم السكان لمواجهة الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد.

 

ولعبت الإمارات دورا مهما في عدن بعد تحريرها من الحوثيين، وبادرت بإطلاق عملية لإعادة البناء وإدارة مؤسسات المدينة التي هجرها الموظفون الحكوميون وبات سكانها المحليون لا يثقون في أحد غير الجنود الإماراتيين لحمايتهم، فضلا عن توفير الخدمات الضرورية.