الرد على شبهة تعدد زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم

إسلاميات



لعل العديد من اعداء الاسلام قد جعلوا من تعدد زوجات النبي صلى الله عليه وسلم اغلى بضاعتهم الفاسدة ، فهم يقولون ان الرسول صلى الله عليه وسلم كان كثير الزواج ، وحاولوا الإساءة الى حضرته الشريفة من خلال هذه الشبهة ، لذلك فإذا جاءك أحد وسألك بنية غير سليمة وفهمت منها نية الإحراج والتشكيك في نوايا الرسول -صلى الله عليه وسلم - من تعدد زواجه....فهل تعرف الإجابة؟ دعنا نأخذ هذا الموضوع بالدراسة والتمحيص :

لماذا نخوض في مثل هذه الأمور؟؟

حتى تملك دفع هذا الحرج الذي سببه عدم معرفتك معرفة تامة بظروف وحقيقة زواج النبي - صل الله عليه وسلم من عدة نساء؟

أولا : لنتسائل بداية كم هن عدد زوجات الرسول - صل الله عليه وسلم - ؟

عددهن 12 زوجة

والرسول - عليه الصلاة والسلام - توفي وعنده عشر زوجات ، حيث توفيت في حياته السيدة خديجة والسيدة زينب بنت خزيمة ...رضي الله عنهما ...

ثانيا: أسماء زوجات النبي صلى الله عليه وسلم ، وهن أمهات المؤمنين

1. خديجة بنت خويلد

2. سودة بنت زمعة

3. عائشة بنت ابي بكر

4. حفصة بنت عمر

5. زينب بنت خزيمة

6. أم سلمة هند بنت عتبة

7. زينب بنت جحش

8. جويرية بنت الحارث

9. صفية بنت حي بن أخطب

10. أم حبيبة رملة بنت ابي سفيان

11. ماريا بنت شمعون المصرية

12. ميمونة بنت الحارث

ولم يكن من بين زوجات النبي -صلى الله عليه وسلم- الإ أم المؤمنين عائشة بكر وباقي النساء ثيبات ، وكان جميع نساء النبي -صلى الله عليه وسلم- عربيات عدا السيدة (ماريا) فقد كانت من خارج جزيرة العرب وكانت قبطية ، وكانت جميع نساء النبي -صلى الله عليه وسلم- مسلمات إلا اثنتين فكانت السيدة صفية كانت يهودية والسيدة ماريا مسيحية , رضي الله عنهن جميعا.

ثالثاً:إن اعداء الاسلام يقولون إن سبب زواج الرسول - صلى الله عليه وسلم - هو الشهوة ، ويمكن الرد على ذلك كالتالي:

إذا تأملنا مراحل حياة الرسول - صلى الله عليه وسلم - الزوجية نجد أن الشهوة اختفت من حياته والدليل عقلي هذه المرة ,لنتأمل :

1. الرسول - صلى الله عليه وسلم - منذ نشأته و حتى سن 25 كان أعزبا

2.الرسول - صلى الله عليه وسلم- من سن 25 إلى 50 (وهي فورة الشباب) متزوج من سيدة أكبر منه ب15 سنة ومتزوجة من قبله برجلين ولها اولاد.

3.الرسول - صلى الله عليه وسلم - من سن 50 إلى 52 سنة من غير زواج حزنا وفاء لزوجته الأولى.

4.الرسول - صلى الله علسه وسلم - من سن 52 إلى 60 تزوج عدة زوجات لأسباب سياسية ودينية واجتماعية سنأتي على تفصيلها فيما بعد.

إذا ...

بعد هذه اللمحة التاريخية يمكننا التساؤل :هل من المعقول أن الشهوة ظهرت فجأة من سن 52 سنة؟ وهل من المعقول للرجل المحب للزواج أن يتزوج في فورة شبابه من ثيب تزوجت مرتين قبله ويمكث معها 25 سنة من غير أن يتزوج بغيرها ، ثم يمكث سنتين من غير زواج وفاء وتكريما لها!

ثم إنه عليه الصلاة والسلام عند زواجه بعد السيدة خديجة ، تزوج السيدة سودة وكان عمرها (80) سنة حيث كانت اول أرملة في الإسلام - واراد عليه الصلاة والسلام أن يكرمها ويكرم النساء اللواتي مثلها حيث ابتدا بنفسه ولم يأمر صحابته بزواجها , بل هو عليه الصلاة والسلام قام بتكريمها بنفسه ليكون هذا العمل الإنساني قدوة من بعده.

بعد ما قلناه نخلص إلى النتيجة التالية :أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم - تزوج بصفتين:

1 . محمد الرجل (تزوج بالسيدة خديجة)

2. محمد الرسول (تزوج باقي نسوته)

ولنسأل السؤال التالي :

هل الرسول محمد - صلى الله عليه وسلم - هو الوحيد الذي عدد أم أن هنالك انبياء عددوا أيضا؟ الجواب على ذلك نعم ، لقد عدد المرسلون والأنبياء - صلى الله عليه وسلم كسيدنا إبراهيم وسيدنا داود وسليمان - صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين وهذا مكتوب في الكتب السماوية كلها ، وهذا من الأمور التي تثير الامتعاض حيث أن الغرب يهاجم رسول الله محمد -صلى الله عليه وسلم- وهم معترفون أصلا بتعدد زوجات انبيائهم ومكتوبة عندهم!

رابعاً : أما الآن نأتي لذكر الدواعي السياسية والإجتماعية والدينية التي دعت الرسول -صلى الله عليه وسلم- لتعديد زوجاته

أولا : توريث الإسلام والدعوة بدقة تفاصيلهما وخصوصياتهما (كالصلاة وحركاتها ) فلا بد من دخول ناس لبيت الرسول - صلى الله عليه وسلم- لنقل التفاصيل المطلوبة لتعليم الأمة ...فأراد الله - عزوجل - بزواج الرسول من السيدة عائشة حيث كانت صغيرة أن تتعلم منه الكثير بحكم سنها (والعلم في الصغر كالنقش في الحجر ) وعاشت بعده 42 سنة تنشر تعاليم الإسلام.

والحديث في علم السيدة عائشة يطول حيث أنها كانت أعلم الناس بالفرائض والنوافل ، وإجمالي عدد الأحاديث المروية عن زوجات الرسول - عليه الصلاة والسلام - 3000 حديث.

أما شبهة زواج السيدة عائشة وهي صغيرة فقد كانت طبيعة البيئة الصحراوية ، أن الفتاة تبلغ بسرعة وكان متعارف على تزويج الصغيرات ليس عند العرب فحسب بل عن الروم والفرس ....

ثانيا : تأصيل العلاقة بين الصحابة وتشبيكها مما يؤدي إلى تماسك الامة ، فها هو عليه السلام يتزوج بابنة أبي بكر وبنت عمر بن الخطاب ، ويزوج ابنتيه لسيدنا عثمان والبنت الثالثة لسيدنا علي رضي الله عنهم جميعا وأرضاهم .

ثالثا : الرحمة بالارامل حيث تزوج الرسول - صل الله عليه وسلم - من الأرامل (السيدة سودة وأم سلمة وأم حبيبة )

رابعا: استكمال تشريع الإسلام حيث يقوم الرسول بالفعل بنفسه ليكون قدوة واسوة للمسلين من بعده سواء كان بتكريم الأرامل أو الرحمة بمن اسلم من غير المسلمين كزواجه بصفية بعدما مات أبوها ورفعة لشأنها عند حاسديها من اليهود.

خامسا : محبة الرسول - صلى الله عليه وسلم - لعقد الصلة والرابطة بين أقطار الأرض كلها حيث أراد بزواجه من السيدة ماريا المصرية أن يؤلف بلدا بأكمله والرسول عليه الصلاة والسلام تزوج السيدة جويرية حتى يسلم بنو المصطلق حيث كانوا أسرى بيد المسلمين بعد غزوة بني المصطلق والقصة معروفة.

بعد هذا العرض نأتي للخاتمة ...مشروعية التعدد بهذا العدد (فوق أربع زوجات ) كانت خصوصية من خصوصيات الرسول - صلى الله عليه وسلم - كخاصية وصال الصيام والقيام ...ونأتي لهذه الخاصية ونطبقها ...؟؟؟؟

في النهاية لو كان دافع النبي من الزواج اشباع شهوته لكان بإمكانه ان يشبع شهوته دون ان يتزوج النساء (والعياذ بالله )(حاشى رسول الله) ، فالشهوة آمر لحظي يختلف عن الزواج الأبدي . ولكنه -صلى الله عليه وسلم- لم يكن يتزوج بدافع الشهوة .